الجمعة، 28 مايو 2010

أهداف مادة القرآن والحياة


الهدف العام:

يهدف منهج القرآن والحياة إلى تخريج طالبة متميزة علمياً ومهنياً، عبر إعداد وتأهيل جيل فريد من الطالبات القادرات على المشاركة الفعالة في صناعة القرن الواحد والعشرين من خلال وعيهن بأهداف ومقاصد القرآن الكريم في بناء الإنسان والمجتمع والحضارة الإنسانية، وتخلقهن بقيمه وامتلاكهن لمهارات الحياة المعاصرة.

الأهداف التعليمية:

• تعزيز مفهوم الإسلام السليم في نفوس الطالبات وبناء قاعدة قوية لأركانه الخمسة.
• تعزيز مفهوم القرآن كدستور رباني ومصدر من مصادر التشريع ومرجع حيوي للمسلمين.
• ربط القرآن بالواقع المعاصر في جميع مجالات الحياة.
• اشباع الحاجات الروحية للطالبات من خلال الأجواء القرآنية التي تعزز الإيمان وتدعو إلى الاستقرار النفسي.
• التدريب على القراءة التأميلية للآيات الكريمة وتدبرها بالتفكر في معاني الآيات والكلمات ودلالاتها.
• تحسين التلاوة من خلال تعليم مهارات التجويد والتدريب عليها.
• تشجيع حفظ جزء عم أو بعضه بحسب قدرات الطالبات.
• تفسير موجز للأيات الكريمة المقرر حفظها.
• توضيح مظاهر الإعجاز القرآني للآيات الكريمة المقرر حفظها.
• تشجيع البحث في كتب التفسير واللغة لفهم معاني القرآن ولطائفه.

الرؤية المهنية لطالبات مادة القرآن والحياة


بصمة القرآن في حياة طالبات مادة القرآن والحياة


بالرغم من اختلاف تخصصاتنا المهنية وأعراقنا وأجناسنا، اجتمعنا في ظل سحابة ملائكية روحانية في فصل مادة القرآن والحياة. فكان لهذه المادة أثر كبير علينا من جوانب عديدة في الحياة:

تقول الطالبة ريم فؤاد عوده:
أتذكر سبب دخولي هذا الفصل حيث قلت في نفسي عند تسجيل المادة: "سهل ولايحتاج للكثير من العمل حيث أني أعلم كل ما سيقال به ولن أتعلم أي جديد". ولكن ما أسرع مرور الأيام حتى بدأت أحس بذلك الشعور في نفسي، شعور غامر رائع يجعلني أحلق فوق السحاب. كلما تعلمت أكثر عن ديني وحبيبي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ازداد شوقي وفضولي الكبير لمعرفة المزيد. أحسست بالتقصير كأني غواص يبحث عن لؤلؤة ثمينة جداً. مع ذلك جددت نيتي وعقدت العزم من الآن فما زال الطريق أمامي طويل جداً لمعرفة المزيد. كما أتذكر أنه كلما واجهتني مشكلة صعب علي حلها، وجدت لها جوابا استراتيجياً من خلال المحاضرات المعطاة.. آآآآآآآآه... ما أجملك يا إسلام! "اللهم إرفع من قدرك بين العالمين".

وتقول الطالبة شهد إدريس:
كان انطباعي الأول عن المادة عند تسجيلها أنها ستكون كغيرها من المواد العامة. تخيلتها ستكون كغيرها من مواد الدين التي سبق أخذها في مراحل دراسية قبل الجامعة في مواد التوحيد الفقه وغيرها. ظننت أنه لن تكون هناك أي اضافات جديدة. ولكنني كنت مخطئة فسرعان ما وجدت نفسي متفاجئة من عدد الأمور الكثيرة التي كنت أجهلها ولا أطبقها في ديني ومنهج حياتي. كل حصة كنت أستمع لمعلومة جديدة توجهني في مجرى حياتي ومستقبلي. كوني فتاة مسلمة، تمنبت أن يستيقظ الكثير منا لما غفلوا عنه من ديننا الإسلامي. شعرت كم أنا مقصرة مثل غيري في واجباتي تجاه ربي_تبارك وتعالى_. من المؤكد أننا كلنا نعلم ماهو واجب علينا كمسلمين مثل أركان الاسلام الخمس من الصلاة والصيام وغيرها، ولا كن يبقى هناك أمور كثيرة بسيطة مثل سنة الخشوع في الصلاة وغيرها. حيث اعتبرها معظم الناس مهمشة في نظر البعض رغم أن فيها من الأجر والتقرب إلى الله الكثير. فدعواتي الحارة لهم بالهداية للصراط المستقيم... آمين...

رؤية، رسالة وأهداف نادي الحياة بكلية دار الحكمة










الرؤيـة: جعل القرآن منهج حياة .

الرسـالة:
إعداد جيل من المسلمات الملتزمات بشرع الله والفاعلات في المجتمع عن طريق بناء شخصية متوازنة ذات عقيدة قوية وأخلاق كريمة قادرة على خدمة إسلامها ومجتمعها في مجال تخصصها.

الأهـداف:
1- التعريف بالإسلام منهجاً وحياة.
2- بث روح الأخوة بين الأعضاء.
3- العمل بروح الفريق الفريق الواحد.
4- إعداد شخصية قيادية بارزة فاعلة من خلال أنشطة النادي.
5-استغلال مواهب ومهارات عضوات النادي لخدمة المجتمع والإسلام .

إضاءات في حياة المنتسبات للحلقات القرآنية

منذ أن بدأت حفظ القرآن الكريم ، شعرت بفرحٍ شديد ، وشعور لا يمكن أن يعبر عنه لسان .. لا يعرفه إلا من أنعم الله عليه وذاق حلاوته ، فبالرغم من كل الصعوبات والعقبات التي واجهتني في الدارسة ، إلا أن استعانتي بالحي القيوم قد يسرت لي الطريق ، فلم أكن أبدأ الدراسة إلا بعد حفظ ما تيسر من كتاب الله ، ووفقني الله عز وجل في دراستي ، وأعانني على الحفظ . كما أن حفظ القرآن يسر لي كل أموري ، وقدم لي السعادة التي كنت دائماً أبحث عنها .
أسأل الله العلي العظيم أن يجزي الأستاذة مها خير الجزاء ، فهي صاحبة الفضل بعد الله سبحانه وتعالى .

نوف خضر


كم أنا ممتنة لنادي الحياة ونشاطاته التي تنير القلوب ، وتوسع الصدور ، وترسم الابتسامة الصادقة الصافية على وجوه كل من سارعن لحفظ آيات الله .
أنا الآن في أول المسار لحفظ القرآن ، وأدعو الله أن أصل إلى هدفي ويجعله دائماً محفوظاً في قلبي ، وحافظاً علي ، وحتى الآن القرآن نور لي حياتي وسهل لي طرقاً كثيرة ويسر لي تحقيق الكثير في حياتي العلمية أو الاجتماعية على حدٍ سواء .
وآخر قولي أن الحمد لله رب العالمين .

مجد مروان عطار


تغيرت نظرتي للحياة منذ أن دخل القرآن حياتي ، فأصبحت أكثر تفاؤلاً وإيجابية ، وبورك في وقتي ورزقي ، ووجدت أثره في استجابة دعواتي .
أما عن داخلي ، فلم يعد فيه مكانٌ للكآبة أو القلق ، ووجدت في القرآن أجوبة للعديد من الأسئلة التي كانت تؤرقني عن الحياة والكون ، وأصبحت أرى العديد من الرؤى التي أرجو أن يكون الصلاح فيها .
بالقرآن ، أصبحت دنياي أحلى .

ريم القعيطي


سعادةٌ أحس بها تحتويني حينما أسمع كلام الله ..
وتوفيقٌ أرى ثماره في دراستي ..
وقبولٌ أشعر به في قلوب من حولي ..
وسكينةٌ أجد أثرها في حياتي ..
وتحولٌ داخلي أهاب بسببه أن أقترف ما يغضب مولاي عز وجل ..
ولهذا ، لم أعد أسأل نفسي هل تغير في شيء بسبب القرآن ، بل أصبح سؤالي دائماً الذي لا يحتاج إلى جواب : كيف غمر القرآن حياتي بهذا النور الذي أجد ؟
الحمد لله ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .

ولاء العطاس


بسم الله الرحمن الرحيم "لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله".
فما بالكم بتأثيره على بني آدم وهم كتلة من مشاعر، روح، وجسد...
خاصة لو أُشرب قلبنا بحفظه......
بحفظ كلام الله ... أصبحنا من أصل الله و خاصته ...نسأل الله أن يتم علينا حفظه قولا ًوعملاً ويكون شفيعنا هو وحبيبنا محمد يوم لاينفع صاحب ولا شفيع
ووالدينا متفاخرين وبلبس الحرير مكسبين وبتاج الكرامة مزينين على سرر متقابلين ومع رسولنا وأهلينا وابلة مها محشورين.

(آلاء عبد الباريْ، خريجة دار الحكمة2006 بامتياز مع مرتبة الشرف MIS، مسئولة شؤوِن الطالبات وحافظة إلى 23 جزء ولله الحمد).


"أهل القرآن هم أهل الله وخاصته " الله ما أجملها من عبارة.
لطالما تمنيت أن أكن منهن ولكن كان يراودني شعور بالخوف الدائم أن لا أكن أهلاًً لذلك
إلى أن ووفقني الله لمعرفة الأستاذة مها الإفرنجي جزاها الله عني وعن جميع الحافظات ألف خير فهي نبع من العطاْء الدائم وينبوع حنان لا ينضب وحافزاً لهممنا.
كل ذلك في الله ومن أجل الله

(إيمان محمد باحجري، خريجة MIS ،المركز الأول على دفعة 2006، مسئولة المنح الدراسية).

حفل تكريم حافظات القرآن الكريم بكلية دار الحكمة


















(2008-2009) وإجازة الشيخة الأولى في الكلية (الشيماء صبر):

جمهور ملائكي.. شعر بوجوده كل شخص في هذا الحفل المميز.. أتى هذا الجمع الفريد من نوعه ليشهد على إجازة في القرآن الكريم تتلقاها خريجة كلية دار الحكمة.. الشيماء صبر..
في جو روحاني .. لحظات خشوع.. حزن وفرح.. تأنيب ضمير وعزيمة.. رهبة وأمان.. مشاعر متنوعة مختلفة ومختلطة كانت تكسو الحضور.. كل ذلك في جو إيماني فريد.. شعر به كل الحضور بلا استثناء حتى غير المسلمين منهم..

كلمات الحاضرات عن حفل القرآن:

يا حافظـات الحكمـة المثلى لكن مـنا الكرامة والتقى نرعـاه

قرآننـا نـور يضـيء سـماءنا فنـرى كنجم قد أضاء سماه

في السبع حفل قد أطل على النها وبه المهـا تزهو بفضل سناه

تختال فخـراً بالإجـازة وارتقت تتـلو كتـاب الله لا تقـلاه

تلقي على الشيمـاء نـور إجازة عيد هنـا واليوم لن ننسـاه

شيمـاء عز في جـلالة موضع وتواضع قد سـر من تلقـاه

تسمو بسند قـد تقـادم وارتقـى حتى التقـى بالله جـل علاه

من أبيات الشعر التي كتبتها وألقتها عميدة الكلية.. د. سهير القرشي

"بإلتحاقي في حلقات القرآن أدركت أهمية تعلم علم التجويد لتلاوة كتاب الله بالطريقة السليمة التي ينبغي لكل مسلم تعلمها فالقرآن أساس حياة المسلم." د.سوسن المجالي..

تقول د. ليندا ماك برور مديرة برنامج علوم التخاطب واللغة والسمع.. "كان الحفل روحانياً.. ولمست فيه مشاعر إيمانية سامية عانقت شغاف قلبي لاسيما عندما بدأت الحافظات بتلاوة آيات من القرآن الكريم، لقد أثرت في نفسي كثيراً ولم أكن بحاجة للترجمة، كنت سعيدة جداً بذلك."

"شعرت بوجود الملائكة بيننا في ذلك اليوم لأني دعوت الله تعالى وأرى كل ما طلبته يتحقق.. وهذه هي بركة حافظ القرآن التي لا تشمله فقط بل تعم من حوله أيضاً." نورة يوسف .. طالبة في برنامج التمريض.

مسيرة الحافظات.. مسيرة التخرج الحقيقية..

ومع مسيرة الحافظات، سرت لحظات الغبطة والتمني بين جميع الحضور..
تقول في ذلك د. شامان رحيمي أستاذة مادة علم الاجتماع في الكلية: "لقد شعرت بالخجل عندما رأيت مسيرة حافظات كتاب الله وعاهدت نفسي أن أكون منهم في العام القادم.."


" لقد غبطت الحافظات.. فحافظ القرآن إنسان مميز مع نفسه ومع الآخرين وهو يعيش في عالم أجمل بكثير من العالم المادي.." أ. مريم غلايني.. أستاذة في البرنامج التحضيري..


حتى طالبات الكلية تمنين أن يقفن هذا الموقف..

"شعرت أن حفظ كتاب الله أمر ميسر.. وتمنيت من الله أن أنال هذا الشرف" هيا الصواف.. طالبة في برنامج التصميم الداخلي.


"لقد تأثرت تأثراً كبيراً عند حضوري حفلة القرآن.. حزنت على السنوات التي أضعتها في عدم الحفظ، وأعطتني حافزاً قوياً لاستئناف حفظي لكتاب الله وأعطتني قوة وعزيمة وإصرار لأبلغ مكانة تلك الفتيات حافظات كتاب الله." إسراء ناظر..خريجة نظم معلومات.


"خشعت قلوبنا ودمعت عيوننا في الحفلة حيث كانت الملائكة تملأ المكان وكانت عين المولى عزوجل تحيط بنا من كل مكان.. ذلك التخرج الذي يتمناه كل مسلم ومسلمة.. أسأل الله أن يرزقنا شرف حفظ القرآن.. آمين" تآلف البكري.. طالبة في برنامج التربية الخاصة.

حدث في مثل هذا اليوم..

في يوم الإثنين الموافق 26 مايو 2008م.. ارتبط سند الشيماء صبر، خريجة قسم التمريض بكلية دار الحكمة، برب العزة عزوجل..

شهادة موصولة برب السماء.. سند اتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام.. قراءة مماثلة لقراءة زيد بن ثابت رضي الله عنه...

شهادة ربانية .. ملائكية .. بشرية تحملها الشيماء.. جمعت بين أهل السماء والأرض.. واتصلت بكبار المشايخ والتابعين والصحابة رضوان الله عليهم..


فمن هي الشيماء؟ وما هي قصة شهادتها؟؟

في أرجاء كلية دار الحكمة.. وفي صرح العلم الذي جمع بين علوم الدين والدنيا.. بدأت الشيماء رحلتها مع كتاب الله تعالى على يد الشيخة مها الإفرنجي.. وأتمت حفظه في غضون عام واحد.. ثم التحقت هذه الطالبة النجيبة بحلقات التجويد لتحسين التلاوة حتى أتقنت قراءة القرآن كما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وبدأت بتسميع حفظها على الشيخة مها حزباً حزباً.. وجزءاً جزءاً.. فسمعته منها كاملاً.. حفظاً متيناً وتلاوة متقنة.. ووجدت الشيخة أن هذه الطالبة المتميزة أهل للإجازة.. وشهدت الشيخة مها أن تلاوة الشيخة الشيماء مماثلة لقراءة السلف الصالح والرسول الكريم وجبريل عليه السلام.. قراءة ارتقت لتصل إلى رب العزة عزوجل، فالقرآن كلامه والاصطفاء اصطفاؤه..

((ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله  ذلك هو الفضل الكبير))

فتعالى الله عزوجل.. وهنيئاً للشيماء هذا الفضل الكبير وهذه الشهادة الربانية..

شهادة من نور يغطي كل أنوار شهادات الدنيا.. وعلم جمع بين الدنيا والآخرة.. ومنزلة تشريف وتكليف عظيمة..




























توّجت دار الحكمة بقاعة الأمير بندر بن سلطان يوم الاثنين الموافق17 مايو 2010 25 حافظة للقرآن الكريم وتم منح الطالبة روان الناجي الإجازة في القرآن لتصبح الحافظة الثانية للقرآن في الكلية و خلال الحفل قامت الطالبات الحافظات بتكريم أمهاتهن و إلباسهن عقداً من الفلّ. حيث فوجئت إحدى الأمهات بأن ابنتها قامت بحفظ القرآن كاملاً و لم تخبرها لمفاجأتها بهذا الإنجاز يوم الحفل.

وقالت الحافظة والحاصلة على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية فاطمة نصيف: قراءة القر آن تضفي شعورًا بالسعاة الغامرة و الطمأنينة الشاملة، و لكن كما قالوا: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا يعرف حلاوة القرآن و التلذذ به إلا من داوم عليه وهو من أعظم القربات الموجبة لمحبة الله.

وقالت زينة عجينة إحدى الحافظات المكرمات : بانها قد بدأت حفظ القرآن بتشجيع من د.سهير القرشي عميدة كلية دار الحكمة والشيخة مها الافرنجي غير متوقعة بانها تستطيع ان تحفظ القرآن موضحة بانها استطاعت بفضل من الله ان تحفظ في اليوم 10 صفحات وذلك بعد فترة من الجهد في تحقيق ذلك.

وقالت الحافظة ملأ العمودي من قسم "التصميم الجرافيكي ، لديّ أحلامٌ كثيرة و لابد لي من تحقيقها فثقتي بربي اليوم أعظم، وإيماني وتفاؤلي أكبر. عندما أكون في حلقات القرآن أحس بأنني مميزة.

وقالت الحافظة إيمان باخشوين من قسم  نظم معلومات :"منذ سنتين حضرت حفلة القر آن وتمنيت أن أكون معهن .. الآن أنا أقف مكانهن. إنه شعور لايوصف فأنا لا زلت لا أصدق أن الله منحني هذه الهدية العظيمة. فالحمد لله على هذه النعمة.

كلمة الشيخة روان الناجي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الرحمن أنزل القرآن خلق الإنسان علمه البيان الحمد لله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى أحمده سبحانه حمدا يليق بجلاله وعظمته وأصلي وأسلم على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين معلم الناس الخير محمد عليه افضل الصلاة وأزكى السلام.

إنزال القرآن نعمة من الكريم المنان إذ فيه الشفاء والنور والضياء والسرور حل لكل الامور بعد التوكل على العزيز الغفور من عمل به سعد ونجا ومن ابتعد عنه هلك وشقا أسأل الله أن يمتن علينا جميعا بتدبر كلامه وفهمه على مراده والعمل به حتى يكون منهجا ورسما للسعادة في حياتنا وآخرتنا وصولا إلى جنته سبحانه وتعالى.

ومن جميل الصناعة أن نرى أناسا يخدمون كلام الله عز وجل بشتى الوسائل والطرق نسأل الله لنا ولهم الاخلاص.

جزى الله القائمين على هذا الحفل الكريم أخص بالشكر كلية دار الحكمة والعاملين بها وعلى رأسهم دكتورة سهير القرشي والتي احتضنتنا في هذا المكان لاكمال الإجازة والمشيخه على يد شيختي الفاضله مها كما أشكر طالبات دار الحكمة فقد كن يرسلن إلي رسائل تدفع بالأمل والتفاؤل مع كل بسمة كنت أقابلها وأنا في طريقي لشيختي كما أشكر تلك الأنامل البيضاء التي تعمل في السر وتساهم ماديا ومعنويا في إنجاح مثل هذه المشاريع الرابحه إذ أنها تجارة مع الله سبحانه وفقهم الله ورزقنا وإياهم القبول.

كما أنه عرفانا بالجميل وتقدير واحتراما لمن علمني كلام الله عز وجل من حين ولادتي إلى وصولي الى هذا المكان. أشكر كل معلماتي الفاضلات وعلى رأسهم شيختي الفاضله مها وكل من صبر على تعليمي ووصولي إلى هذا الشرف العظيم أسال الله لنا ولهم الإخلاص الخالص لوجهه الكريم. ولأن رضا الله من رضا الوالدين أخص والداي بالشكر وأخص امي العزيزة بالشكر والتي جاهدت لأصل الى هذا الشرف العظيم وأشكر أخواتي وعائلاتي وكل من ساعدني حتى من كان يوصلني الى هذا المكان كما اشكر مديرتي العزيزة والتي شجعتني على إكمال المسيره بعد الحفظ مديرتي مها لأخذ الاجازة بارك الله في الجميع وأخلص نياتهم لوجهه وجعلنا وإياهم من أهله وخاصته.

ختاما أشكر الحضور الكريم وكل من لبى الدعوة نسأل الله أن تعمنا وإياكم البركه. وكما بدأنا بحمد الله نختم أيضا بحمده سبحانه وشكره على نعمه العظيمة. حفظ الله أمة نبيه_ محمد صلى الله عليه وسلم_ ورزقنا أن نكون خير ممثل لديننا في كل بقاع العالم، لنقول بأن كلام المولى منهجنا والإسلام ديننا دين السلام ودين الحفاظ على الأفراد والجماعات صالح لكل زمان ومكان لايرتضي المولى بغيره دينا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

محبتكم: روان الناجي















بركة ماء زمزم















جو روحاني ملائكي كأنها الجنة على مسرح دار الحكمة

لمعرفة المزيد عن الحفل زوروا المواقع التالية:

http://www.jmima.com/sa/news.php?action=show&id=5222

http://jazannews.org/news.php?action=show&id=4178

http://samanews.com/index.php?act=Show&id=67690


1.المشاريع الخيرية لنادي الحياة: مشروع سلة الخير






















"سلة الخير" مشروع إطعام وخدمة شهري مبني على مساهمات مالية شهرية منتظمة من منسوبات الكلية تقدم للعائلات المحتاجة سواء كانوا من منسوبات ومنسوبي الكلية من ذوي الدخل المحدود او غيرهم على شكل سلال غذائية تحتوى على ما يكفي عائلة مكونة من خمسة أشخاص لمدة شهر كامل من المواد الغذائية الأساسية، ويتم توزيع هذه السلال من قبل المنتسبين للمشروع أنفسهن، من خلال زيارات ميدانية شهرية إلى منازل المحتاجين لمواساتهم ودعمهم وتفقد أحوالهم وتحسس همومهم ومساعدتهم ما أمكن.

أهم أهداف المشروع:
1- تنمية العلاقة بين المجتمع والكلية من خلال إحياء التكافل الإجتماعي عن طريق مساعدة الأسر المحتاجة
2- إغاثة العوائـل المحتاجة عبر توفير التموينات الغذائية شهرياً
3- التعرف على احتياجات أفراد المجتمع لوضع سياسة عملية علمية تلبي الاحتياجات وتزيد الوعي العام
4- تعميم التواصل مع جميع فئات المجتمع عن طريق زيارات دورية متبادلة بين الكلية والمستفيدين
5- تخفيف المشكلات التي تواجه المجتمع؛ مما يؤدي إلى زيادة رضا الناس، وإشباع احتياجاتهم؛ الأمر الذي ينعكس على قوته وتماسكه
6- ايجاد جو من التفاهم والتواصل البناء بين طالبات كلية دار الحكمة عن طريق الالتفاف حول أهداف مجتمعية مرغوبة تكسبهن الأجر العظيم وتزيد من مهاراتهن و تعزز الثقة بأنفسهن وتشعرهن بالانتماء و الأهمية في هذا المجتمع
7- تخفيف العبئ على الهيئات الخيرية، على اعتبار أن المتطوعين سيعوضون النقص في القوى العاملة التي تعاني منها الكثير من هذه الهيئات.

2. المشاريع الخيرية لنادي الحياة: مشروع الريال




















يهدف هذا المشروع إلى جمع منسوبات الكلية على قلب واحد يبذل لهدف واحد يكسبهن جميعا أجر كفالة طالبة علم في كلية دار الحكمة بأسهل وسيلة تكسبهن الأجر ولا تشكل عبئا عليهن، ويقوم هذا المشروع على اجتماع جميع منسوبات الكلية على بذل ريال واحد أسبوعيا لصندوق هذا المشروع ، فإذا افترضنا أن عدد منسوبات الكلية 1000 طالبة وموظفة يكون لدينا شهريا ما يقارب الأربعة آلاف ريال مما يعني أن هذا الصندوق سيحصد تقريبا 50 ألف ريال سنويا وهو مبلغ ضخم لا يكون إلا بوضع الريال على الريال مع النية الصافية والهدف السامي، على أن يسخر هذا المبلغ لخدمة المجتمع فيما يعود عليه بالنماء وإنشاء جيل صالح يخدم دينه ووطنه.

3.المشاريع الخيرية لنادي الحياة: مشروع الإخاء

جاء هذا المشروع من معنى المؤاخاة الذي أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم، فرأينا أنه يمكننا أن نحي هذه السنة (المؤاخاة) في كلية دار الحكمة ونؤاخي بين بعض الطالبات ذوات الدخل المحدود وبعض الطالبات والموظفات ممن يرغبن في التكفل بمصروف أخواتهن الشهري وكسب أجر إحياء سنة وكفالة طالبة علم، ولأن أهم المنغصات التي تقلق طالبات العلم وربما تسبب لهن الكثير من الحرج في الأسرة وخارجها قلة ذات اليد ومحدودية الدخل، مما يؤثر ذلك على حالتهن النفسية سلبا وربما يمنعهن من التركيز على الدراسة أو متابعتها، ولذلك جاء مشروع المؤاخاة لكي يساعد المحتاجات من طالبات ويهيئ جو مناسب لطلب العلم وتذليل الصعاب لمواصلة تعليمهن في يسر وبعيداً عن المنغصات المادية.

أهم أهداف المشروع:

1- إعانة طالبة العلم على مواجهة أعباء الحياة الدراسية.
2- تهيئة جو مناسب لطالبة العلم وتذليل الصعاب لمواصلة تعليمها في يسر وبعيداً عن المنغصات المادية.
3- تركيز هم الطالبة حول العلم والتحصيل العلمي بتفوّق.
4- سد حاجة من احتياجات الطالبة كالمواصلات أو الوجبات اليومية أو المستلزمات الدراسية أو الجوال.
5- احتواء الطالبة في جو عائلي داخلي المدرسة وإشعارها بالأخوة في الله.

4.المشاريع الخيرية لنادي الحياة: مشروع كهاتين




يقوم مشروع كهاتين على رعاية أيتام بعض دور الأيتام رعاية تعليمية وتربوية وترفيهية بشكل أساسي ورعاية مادية بشكل ثانوي، لأن كفالة اليتيم لا تعني الإطعام أو الإكرام فقط، وإنما تعني التربية والإنفاق؛ لأن الكافل يقوم مقام الأب المكلف بالتربية والنفقة، ويهدف المشروع إلى خلق تغيراً ملموساً في مجرى حياة هؤلاء الأطفال من خلال:
• متابعة الأيتام تعليميا وتدريسهم في حال احتاجوا إلى دروس إضافية
• إشباع الحاجة إلى الأسرة والأخوة عند هؤلاء الاطفال
• صناعة قادة ومبدعين ومميزين
• الترفيه عن الأيتام بطرق متنوعة

النوايا الصباحية لوجه الله

قيم وأخلاق تعلمتها من حبيبي محمد_صلى الله عليه وسلم_












تواصل معنا


نرحب بإستفساراتكم على البريد الإلكتروني:  wasaya-quran@hotmail.com

الجمعة، 5 فبراير 2010

الوصايا العملية من سورة التكوير

تدعو الإنسان إلى التدبر والتأمل في سنن الكون ودقة تنظيمه لما اشتملت عليه من حقائق ومشاهدة حول الكون ونهايته ومن براهن على أن القرآن الكريم كلام الله ولا دخل لمحمد _صلى الله عليه وسلم_ فيه، إن سورة التكوير تأكد ثلاث حقائق لها علاقة بالإيمان والعقيدة.

الأولى: الإنقلاب الكوني أي نهاية العالم.
الثانية: التأكد على أن الوحي إلهي محض.
الثالثة: حقيقة الإرادة الإنسانية التي لا تنفصم عن الإرادة الإلهية.

هكذا نرى أن الإنقلاب الكوني في مطلع السورة هائلا مروعا، يشمل الشمس التي بردت، وانطفئت شعلتها، والنجوم التي اندثرت وانطمس ضيائها، والجبال التي نسفت وذريت هباء في الهواء وسيرت كالسراب ومرت مر السحاب، والنوق الحبالى في شهرها العاشر، وقد أهملت من الفزع في كل مكان مع أنها لدى العربي أجود النياق، والوحوش الشاردة في الشعاب، وقد تجمعت من الهول وتلاصقت منها الجنوب، والبحار التي التهبت مياهها حتى تفجرت بالنيران، وفاضت بالحمم والمحرقات، والأرواح المجنسة، وقد انضم بعضها إلى بعض ، في زمر وأزواج ، ويشمل هذا الانقلاب الكوني، نشر صحف الأعمال كاملة بحيث لا يضيع منها شيء أو يخفى منها خافية، والسماء يزح سقفها، وتسعير الجحيم ،وإذكاء حرها بوقودها من الناس والحجارة،وتقريب الجنة من المؤمنين، حتى تبدو كالعروس في زينتها تغري خاطبهابالتقرب منها، ويومئذ تعلم كل نفس ما قدمت وأخرت.

وتمهيدا لذكر الحقيقة الثانية المتعلقة بالوحي وحقيقته ينتقل السياق إلى قسم بمشاهد من الكون، بالكواكب التي تجري في السماء ثم تختفي في أفلاكها ثم ترجع إلى كنسها فتختبئ فيها وتلتمس الراحة بعد السير الشديد بالليل الذي غمر الكون بظلامه حتى بات لا يرى نفسه، وبالصبح الذي ولد بعد ذهاب الليل فرأى النور وتفتح قلبه للحياة.

أما الحقيقة الثالثة التي ختمت بها هذه السورة الكريمة هي بأن الإرادة الحقيقية هي إرادة الله تعالى، فليس لأحد في الكون من إرادة مستقلة عن إرادته سبحانه وتعالى. وبهذا البيان الدقيق والتصويرالمبدع لمشاهد القيامة الهائلة وبهذا الأسلوب الفذ، لا يسعنا إلا أن نجزم بأن القرآن الكريم معجزة خالدة للنبي عليه السلام لأنه لا يضاهه كتاب في اعجازه.

فوائد السورة:
• حتى أهتدي بهدي الله تعالى علي أن أتأمل قدرة الله وإعجازه في خلقه تعالى.
• دراسة الاعجاز العلمي في خلق نجم الخنس الجوار الكنس.

الوصايا العملية من سورة الإنفطار

• ترغيب في الطاعة، وزجر عن المعصية.
• المداومة على شكر الله لإحسانه له.
• بيان أن أعمال الإنسان موكل بها كرام كاتبون.
• مراقبة الله في السر والعلن فنحن محاسبون على كل صغيرة وكبيرة.
• الحذر من وسوسة الشيطان التي توقع في الهلاك.
• الاستحياء من الله حق الحياء الذي خلقنا وصورنا في أحسن صورة فلا اعصيه بوجهي و لا بحواسي.
• اكرام الحفظة بعدم فعل المنكرات و تذكر قوله تعالى: ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ).

الوصايا العملية من سورة المطففين

ذكرالله في هذه السورة نوعاً من أنواع الفجور وهو التطفيف في المكيال والميزان، ثم نوعا آخر وهو التكذيب بيوم الدين ثم أعقبه بذكر جزائهم على هذا التكذيب وتوبيخهم عليه.

تعرض هذه السورة أهم قضية منتشرة في هذا العالم حيث أن التطفيف في الكيل والميزان قد يكون في أشياء أخرى، فمن استأجر عاملا ووقف أمامه يراقبه ويطالبه بتجويد عمله، ثم إذا كان هو عاملا أجيرا لم يراقب ربه في العمل ولم يقم به على الوجه الذي ينبغي أن يقوم به يكون واقعا تحت طائلة هذا الوعيد، مستوجبا لأليم العذاب، مهما يكن عمله، جلّ أو حقر وإذا كان هذا الإنذار للمطففين الراضين بالقليل من السحت فما ظنك بأولئك الذين يأكلون أموال الناس بلا كيل ولا وزن، بل يسلبونهم ما بأيديهم، ويغلبونهم على ثمار أعمالهم، فيحرمونهم التمتع بها، اعتمادا على قوة الملك أو نفوذ السلطان أو باستعمال الحيل المختلفة.

فوائد السورة:
• استهزاء المجرمين بالمؤمنين في الدنيا وتغامزهم بهم وحكمهم عليهم بالضلال.
• ايتاء كل ذي حق حق من دون نقص.
• العذاب الشديد لمن أكل أموال الناس بغير حق.
• التحذير من التعالي على الله و على عباده المؤمنين بالسخرية منهم.
• الجزاء من جنس العمل.
• التطفيف لا يقتصر على المكيال و الميزان بل في كل أمر فيه تنبادل منافع كالوظيفة والصناعة والاجارة والعمالة.
• الحذر من الاستهزاء بالصالحين و عدم الخوض مع الخائضين و نردد قول الشافعين: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم الشفاعة.

الوصايا العملية من سورة الإنشقاق

يبين سبحانه في أوائل هذه السورة أهوال يوم القيامة، فذكر أنه حين انشقاق السماء واختلال نظام العالم، وانبساط الأرض بنسف ما فيها من جبال، وتخليها عما في جوفها يلاقى المرء ربه فيوفيه حسابه، وينقسم الناس حينئذ فريقين:
1. فريق الصالحين البررة، وهؤلاء يحاسبون حسابا يسيرا ويرجعون مسرورين إلى أهلهم.
2. فريق الكفرة والعصاة، وهؤلاء يؤتون كتبهم وراء ظهورهم، ثم يصلون حر النار لأنهم كانوا فرحين بما يتمتعون به من اللذات والجري وراء الشهوات، إذ كانوا يظنون أن لا بعث ولا حساب، ولا ثواب ولا عقاب.

كما ذكر مشهد تسليم الكتب لأصحابها في يوم الحساب حيث إن إيتاء الكتاب باليمين، أو باليسار أو من وراء الظهر تصوير لحال المطلع على أعماله في ذلك اليوم، فمن الناس من إذا كشف له عمله ابتهج واستبشر وتناول كتابه بيمينه، ومنهم من إذا تكشفت له سوابق أعماله عبس وبسر وأعرض عنها وأدبر، وتمنى لو لم تكشف له، وتناولها باليسار أو من وراء الظهر، وحينئذ يدعو وا ثبوراه، أي يا هلاك أقبل فإني لا أريد أن أبقى حيا، علما منه بأن ذلك داع إلى طول العذاب، وأنه سيدخل النار ويقاسى سعيرها.

و بعد أن ذكر سبحانه أن الإنسان راجع إلى ربه فملاقيه ومحاسبه، إما حسابا يسيرا إن كان قد عمل الصالحات، أو حسابا عسيرا إن كان قد اجترح السيئات، أقسم بآيات له في الكائنات، ظاهرات باهرات، إن البعث كائن لا محالة، وإن الناس يلقون شدائد الأهوال حتى يفرغوا من حسابهم، فيصير كل أحد إلى ما أعد له من جنة أو نار.

فوائد السورة:
• إن الإنسان يلاقى نتائج أعماله يوم القيامة، فيأخذ كتابه بيمينه أو من وراء ظهره. و من هنا يجب الإستعداد المبكر لهذا اليوم يوم لا ينفع نفس إلا إيمانها.
• أن الناس في الدنيا يتنقلون في أحوالهم طبقة بعد طبقة، إما في نعيم مقيم، وإما في عذاب أليم.
• ترك ملذات الدنيا و شهواتها فهي لا تنفع يوم الحساب النهائي.
• انتهاز كل فرصة متاحة لكسب كل عمل صالح.
• مهمتي في الحياة دعوة الناس و هدايتهم للإيمان.

الوصايا العملية من سورة البروج

بعد أن فرغ تعالى من عرض قصة أصحاب الأخدود ببلاغة تامة، وأسلوب مؤثر؛ ندب في هذه الآيات كل فتّان إلى التوبة، وفتح أبواب الندم والإنابة على مصراعيها، ولم يُقنِّط عباده من رحمته وتدارك أخطائهم، وتلافي ذنوبهم مهما كانت فادحة وخطيرة.
فأي عذر بعد هذا ؟ وأي رحمة فوق هذه ؟ ومن المؤكد أنّ من أصرّ على بغيه وعدوانه، وأبى أن يغتنم الفرص ويبادر إلى التوبة النصوح فإنّه ذو طغيان وعناد.

ومن المهم الإشارة في هذه المقام بأنّ الفتنة المنهي عنها في هذه السورة ليست قاصرة على التعذيب الحسي فحسب بل هي تتناول ما هو أبعد من ذلك وأشمل ... فمن ذلك:
1- فتنة الناس عبر بث الفساد الإعلامي من أفلام وتمثيليات وبرامج ومشاهد لا أخلاقية تؤجج الشهوات وتثير الغرائز !
2- الفتنة عبر برامج التربية والتعليم فكثير من المناهج التعليمية في ديار المسلمين لا وجود لمادة التوحيد أو الحديث أو الفقه وإنما يعرض للناشئة المذاهب الفكرية الهدامة بل المعتقدات الإلحادية، والنظريات الكفرية كالبعثية والبلشفية والقومية، ونظرية دارون في التطور والإرتقاء، وكلّ ذلك ضرب من الفتنة بل أشد من فتنة الإحراق والقتل قال تعالى : { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }.
3- الفتنة عبر تذويب حواجز النفرة من الكفار بإلغاء مبادئ الولاء والبراء وتهميش نواقض الإسلام، والتقليل من شأنها وتمييع أصول الدين ومبانيه العظام.
4- الفتنة عبر السماح للأصوات النشاز من دعاة جهنم من منافقين وإباحيين في التبشير بمبادئهم الخبيثة وطرح أفكارهم المسمومة وترويج تطلعاتهم المشبوهة وتمرير مخططاتهم وبرامجهم الخطيرة! ولشدة أثر الفتنة وسوء عواقبها وخطورة تبعاتها توعد الله الفتانين بعذاب جهنم، وقد اتخذ هذا الوعيد صيغة التكرار من جهة وصيغة التقديم والتأخير من جهة ثانية.

وفي العصر الحديث كثر أصحاب الأخاديد بحيث تنكسر الأقلام وتفنى مئات الصحف قبل أن تستوعب بعض جرائمهم . فجرائم الصليبيين بقيادة امبراطورية الشر، وحاملة لواء النصرانية أمريكا فاقت كل تصور، وتجاوزت كل حدّ . قد صبت هذه الدولة المجرمة جام نيرانها ودكت بطائراتها العملاقة وقنابلها التي تبلغ زنة بعضها قرابة العشرة من الأطنان أرض أفغانستان المسلمة, وغزت بجحافلها أرض العراق بعد أن أفرغت فوق حاضرته وباديته مئات الألوف من القنابل الفتاكة التي لا تعرف التمييز بين الكبير والصغير الذكر والأنثى؛ بل دكت المستشفيات على رؤوس المرضى ولوثت المياه وقطعت خطوط الكهرباء والهاتف وأشاعت الرعب والهلع وسمحت بالنهب والسرقة وانتهاك كل مُحرّم وممنوع !

ومثل ذلك ما يمارسه الهندوس الوثنيون فوق أرض كشمير وغيرها كثير ناهيك عن محاكم التفتيش التي هي واحدة من أبشع ما لدى الغرب الصليبي من حب الاستبداد والطغيان ضد الشعوب المسلمة خاصة وغير المسلمين عامة! .

فأي مقارنة إذاً بين تلك الحادثة الصغيرة التي تولى كبرها أصحاب الأخدود وبين هذا العدوان الشامل والحروب الشعواء التي لا يعرف لها نظير عبر التاريخ !؟
ومن عجب أنّ سبب التعذيب واحد وهو الإيمان بالله العزيز الحميد ، فإنّ هؤلاء الطواغيت الحمقى لا يروق لهم أبداً أن يفرد مالك الملك ،ومبدع الكون بالتوحيد والعبودية ، وليتهم إذ امتنعوا عن التسليم لله بحقه ، بالوحدانية والإلهية تركوا غيرهم يختارون لأنفسهم ما يرونه صواباً , ولكنهم أبو إلا أن يصدوا عن سبيل الله ويبغونها عوجا! قريب من العذاب بالنار والتقتيل والتشريد اضطهاد الفئة المؤمنة من خلال التضييق عليهم في أرزاقهم وفصلهم من وظائفهم ، وبخسهم حقوقهم بسبب إيمانهم واعتقادهم. ذاً مهما أوتي البشر من قوة وقدرة على الإهلاك والتدمير والتعذيب فذاك مغمور أمام قدرة الله وبطشه المخيف المزلزل للقلوب والحناجر بل للأمم والممالك !

ومن أراد أن يتأكد فليتأمل ما جرى لفرعون وقومه من الاستدراج إلى البحار ثم الإغراق المذهل! وليتأمل ما الذي جرى لثمود حين أخذت الرجفة بمجامع قلوبهم فأسقطتها في أجوافهم . ليتأمل ما جرى لعاد من تسليط الريح العقيم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فأصبحوا أعجاز نخل خاوية . ليتأمل ما جرى للقرى اللوطية حين رفعت قراهم إلى عنان السماء ثم نكست رأساً على عقب واتبعت بحجارة من سجيل!

وآخر مطاف هذه السورة أنْ ختمها تعالى بالتذكير بالقرآن العظيم الذي من أجله حورب المسلمون، ولأجله حقد الحاقدون، شنأ الشائنون بيد أنّ ذلك كله لا ينبغي أن يكون مانعاً للمسلمين أن يستمروا على طريقتهم ويتشبثوا بعقيدتهم فإنّ الله ناصرهم ومؤيدهم ومظهرهم على عدوهم.
ومهما تخلى المسلمون عن القرآن وأزاحوه عن العمل والتطبيق، وعن حياتهم الدستورية والاجتماعية وغيرها فلن يفرحوا بوئام العدو ومحبته، أو على الأقل مهادنته وحياده! ومصداقية ذلك أنّ مجرد الهوية المسلمة التي يحملها المسلمون كافية لإثارة كوامن أحقاده.
• الاستفادة من قصة غلام الأخدود.
• تعد هذه السورة مادة تربوية ومشوقة للضغار والكبار لتعليمهم الثبات على الحق.
• التعجيل بطلب المغفرة من كل ذنب صغر أو كبر لتحمي أنفسنا من عظيم بطش الله.

الوصايا العملية من سورة الطارق

• تذكير الإنسان بأصل نشأته وأنّه من ماء دافق مهين فأي موجب لغروره وكبريائه؟! . وما أجدر الإنسان أن يحمد الله ويشكره على هذه النعمة (نعمة الحفظ والرعاية)، فيفرد ربه بالتوحيد والعبادة ، والاستجابة والإنابة.
ولمّا كان كثير من الخلق جاحدين لهذه النعمة، معطلين لجناب التوحيد واقعين في الإلحاد والشرك، منكرين للبعث والنشور ذكرهم الله تعالى بأصل خلقتهم، وأساس نشأتهم، ومادة تكوينهم، وهو الماء الدافق المهين، الخارج بقدرة الله، وإرادته من ظهر الرجل وصدر المرأة ليختلط المآءان معاً بتقدير الله، فيتولد إنسان سوي مكتمل الخلقة، عجيب التركيب.
فإذا كان اللهُ تعالى قد أَوْجَد هذا الإنسانَ من العَدَمِ، وخَلَقَه بهذه السهولة والإبداع أفلا يكون قادراً على إعادته بعد الفناء، وإحيائه بعد الموت ؟!!
• قدرة الله على إعادة الأموات وبعثهم للحساب والجزاء. حيث تُبلى السرائر فلا مجال للمخادعة والتلبيس والمكر والغش فيفتضح الدجاجلة والكذّابون على رؤوس الأشهاد، ويظهرُ زيف الباطل وتفاهته، ويَتَقَزَّمُ الأفَّاكون ويظهرون في حجمهم الطبعي! فلا يقوون على الدفع عن أنفسهم ممّا أحاط بهم من الشرور والمخاوف، ولا هم واجدون ناصراً ينصرهم من بأس الله وغضبه ! و لهذا يجب علينا الإستعداد لليوم الآخر بالعمل الصالح.
• دراسة الإعجاز العلمي في: الطارق خلق الانسان الصلب والترائب لمعرفة الخالق وزيادة التعلق به.
• مراقبة الله في السر والعلن.
• بجب أن لا نيئس و نحن نرى الشر و لكفر و قد استفحل فلا بد أن العذاب سيلحق بهم عاجلا أم آجلا.

الوصايا العملية من سورة الأعلى

في هذه السورة الشريفة، يرشد الله تعالى نبيه _صلى الله عليه وسلم_ وأتباعه إلى تسبيحه أي تنزيهه عما لا يليق بجلاله وعظمته ذاكراً جملة من أفضاله على عباده فهو الذي خلق فسوّى، وهو الذي قدرفهدى، وهو الذي أخرج المرعى، أي امتن على عباده بهذه المخلوقات العظيمة وسخرها لهم كما قال: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } وفوق خلقها سواها سبحانه متقنة متناسبة تسد حاجاتهم، وتلبي رغباتهم.
وعلى العاقل أن لا يغتر بجمالها وزينتها فينصرف عن العمل لآخرته، والاستعداد لها بالباقيات الصالحات. وما أكثر من تغرهم الدنيا ببهارجها، وزخارفها، فيغرقون في زينتها وشهواتها، ويعبون من لذاتها ومتاعها، وينسون آخرتهم. فلا تخطر لهم على بال فإذا بالموت يفجؤهم على حين غرة فيختطفهم من بين أكتاف أموالهم، ومن وسط قصورهم وبساتينهم ومن بين أولادهم وأزواجهم وخدمهم وحاشيتهم، فيذرهم جيفاً هامدةً، وجُثثاً منتنة لا روح فيها ولا حياة.
وليحذر الذين ينسجون خيوط المؤامرات في جنح الظلام ويتربصون بالبلاد والعباد شراً، فإنّ الله عالم بهم، مطلع عليهم، فأنى لهم أن يستتروا منه تعالى وهم خلق من خلقه فوق أرضه وتحت سمائه.

وأما من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فليس له من البشارة حظ ولا نصيب.
فلا السلطان ينفعه ، ولا الجاه ينصره , ولا المال يفيده , ولا الولد ينجيه!
فهل أغنى عن فرعون سلطانُه وملكُه ؟!
وهل أغنى عن قارون مالُه وجاهُه ؟!
وهل أغنى عن عاد بطشُها وجبروتُها ؟!

فوائد السورة:
• لزوم تنزيه الله تعالى عمّا لا يليق بجلاله وعظمته .
• وجوب توحيد الله تعالى في ربوبيته وخلقه وتدبيره وألوهيته وعبادته .
• بديع صنع الله، وإتقانه لمخلوقاته وتسويته لها وحسن تقديره وهدايته لآحادها .
• الإستدلال بإخراج المرعى وإنبات الأرض الجدباء على إحياء الأموات وبعث الفانيات .
• عناية الله تعالى بنبيه _صلى الله عليه وسلم_ حيث ضمن له حفظ القرآن وعدم نسيانه .
• سعة علم الله وإحاطته للسر والعلن .
• ضعف بني آدم وإيثارهم الدنيا الفانية على الآخرة الباقية.
• اتفاق الأنبياء والشرائع السابقة على أصول الدين ومكارم الأخلاق .
• قول سبحان ربي الأعلى عند تلاوتها.
• قول سبح اسم ربك الأعلى عند السجود في الصلاة.
• الداعية لدين الله يجب أن يكوت ميسر لا معسر و ما خير الرسول بين أمرين إلا اختار أيسرهما.

الوصايا العملية من سورة الغاشية

• التهويل من شأن القيامة والحث على الإستعداد لهذا اليوم بالإيمان وبالعمل الصالح الذي يحتاج لقبوله أخلاص في العمل ومتابعة الرسول في أعماله وأقواله.
• أن ندرس قدرة الله وإعجازه في خلق الإبل و الجمال والسماء والأرض.
• دعوة الله تعالى العباد إلى التفكر في آياته وآلائه للتقرب من الله .
• بيان نعيم أهل الجنة مما يحث المسلم على الإجتهاد في العمل والعبادة.
• وجوب صلة الرحم وليس فقط في الأعياد كما يحدث من العامة.
• غض البصر عما يغضب الله
• عفاف النفس وتطهيرها من الزنا و النظر إلى ما حرم الله.
• الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها.
• وجوب بر الوالدين فرضاهما من رضا الله.
• أؤدي واجب الدعوة ( ادع الناس الى الهدى و اترك الهداية لله تعالى ).

الوصايا العملية من سورة الفجر

• أهمية وفضل وقت الفجر فبحلوله يمسك الصائم وتجب صلاة الفجر ولذا أقسم الله به.
• فضل الليالي العشر سواء كانت عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان .
• أن الشفع والوتر من آيات الله العظيمة .
• إهلاك الله تعالى للأمم السابقة بسبب كفرها ومعاصيها فيه عبرة وعظة لكل كافر وعاص ومستكبر ومغرور. فلا يغتر أحد بقوته ولابسلطانه ولا بماله ولا بجاهه، وإلّا فإنّ الله تعالى قد قضى بإذلال الجبابرة وقصم الطواغيت والفراعنة !
• ابتلاء الله تعالى لعباده بالسراء والضراء. وذلك ليعلم الله الصابر من الجازع والشاكر من الكفور وهي ابتلاءات متعددة من غنى وفقر وصحة ومرض، وعز وذُلّ ونجاح وفشل !!

وبعض الناس يظن أنّ ما يُعطاه من الرزق والصحة والولد والجاه وغير ذلك لمكانته عند الله ومنزلته وما درى أنّ ذلك ربما كان استدراجاً وإملاءً ليزداد كفراً وعتواً :
فهل كان قارون ذو الثراء العريض محبوباً لله ؟
وهل كان أبو جهل ذو الجاه والمكانة محبوباً لله ؟
وهل كان الوليد بن المغيرة ذو الأولاد والأموال محبوباُ لله ؟
وهل كان أبو طالب ذو النسب العريق محبوباً لله ؟
وفي المقابل يظن آخرون أنّ تقتير الله تعالى عليهم في الرزق والمال والجاه بسبب هوانهم على الله !!
فهل كان أيوب عليه السلام الذي مسّه الضُّر وألمت به الأوجاع والأسقام مهيناً عند الله ؟!
وهل كان يوسف الصديق الذي ألقي به في غيابة الجبّ ثم بيع عبداً مملوكاً ثم زُجّ به في غياهب السجون بضع سنين وضيعاً عند الله ؟!
إذاً القضية قضية امتحان وابتلاء ، لا إكرام واحتقار فمن تنعم بخيرات الله ، وأصاب من بركات مولاه ، فليحمد الله، وليشكره بالقول والعمل وليستعن بتلك الهبات على طاعة ربه سبحانه.
• فضل إكرام اليتيم وإطعام المسكين. وللأسف الشديد فإنّ أثرياء المسلمين لا يحرمون اليوم المساكين الصّدقات على وجه التطوع فحسب، ولكنهم يحرمونم حقهم الواجب من الزكاة المفروضة. ولو أخرج المسلمون زكاة أموالهم الواجبة فضلاً عن التطوع والنافلة لما وجدت في ديار المسلمين فقيراً ولا محتاجاً ؟!
وفي زماننا تعددت وسائل كسب المال وتسابق الناس إلى الاستزادة منه بطرق غير مشروعة كالربا والرشوة والمعاملات المشبوهة والمساهمات المحرمة عياذاً بالله.
• اعداد قائمة بالأعمال المستحبة في هذه الأيام الفضيلة.

الأربعاء، 13 يناير 2010

الوصايا العملية من سورة البلد

  •  إن الإنسان لضعفه وحرصه ولما رُكّب فيه من حبّ الشهوات، واستعجال الملذات، وجمع الأموال، يظن أن أحداً لا يطلع عليه، فضلاً عن أن يحاسبه ويجازيه، وكثيراً ما يقع في هذه الظنون السيئة منكر البعث من ملاحدة وكفرة، فيأكل المال الحرام من ربا ورشوة، ومعاملات محرّمة واستثمارات مشبوهة، أو بواسطة السرقة والإبتزاز واستغلال المنصب والسلطة، أو الجاه والمكانة.
  • وما أكثر الذين يبنون الأرصدة الضخمة، ويجمعون الأموال الطائلة، بوسائل محرمة ومتاجرات باطلة، ومعاملات مشبوهة من خلال تسويق الإتثمارات الربوية أوالترفيهية المُحرّمة من قنوات وفضائيات، وعروض سينمائية مسرحية أو ملاه وملاعب مختلطة وخليعة. بل إنهم ليعدون قدرتهم على استنزاف أموال الناس عبر تلك المشاريع الإفسادية، والبرامج الترفيهية المحرمة مهارات تسويقية، وقدرات إدارية، وحنكة ودهاء.
  • فعلى المرء أن يبادر بالبحث عن أسباب سعادته ونجاته بالعلم النافع، والعمل الصالح، والتوبة النصوح فها هو كتاب الله بين يديه كاملاً محفوظاً، وها هي سُنّة المصطفى مطبوعة محققة مخدومة مشروحة على أرفف المكتبات العامة والخاصة فأي عذر له بعد ذلك.
  • أنّ الله تعالى قد أحاط علماً وقدرةً بكل أحد فلا يقدر إنسان أو جان أن يخرج عن علم الله وقدرته. فعلينا مراقبة الله تعالى في عباداتنا و معاملاتنا.
  • عظم فضل الله ومنته على الإنسان حين خلقه وقدّره وسوّاه ووهبه العينين واللسان والشفتين وهداه الطريق الصحيح وبذلك علينا شكره تعالى على نعمه التي لا تحصى.
  • أنّ أمام الإنسان عقبة لا بد أن يتجاوزها بالعمل الصالح من فك الرقاب وإطعام الأيتام والمساكين فالبلاد الإسلامية تعج بمن يحتاج لكفل يتيم ومسح دمعته ومساعدة من المضطر الملهوف.
  • فضل عتق الرقاب المؤمنة، وتحرير الأسرى ورعاية الأيتام، وتفقد المساكين وصلة القرابات والأرحام.
  • وجوب الإيمان والعمل الصالح وفضل التواصي بالصبر والرحمة. بالصبر على مشقة الطريق، وطول المفازة، و مجاهدة النفس على العمل الصالح والكفّ عن المحرم.

الوصايا العملية من سورة الشمس

يقسم الله تعالى بالشمس هذا المخلوق العظيم الذي يفيض على البشرية بنوره الوهاج ويملأ أرجاء الكون بضيائه العريض، وحرارته الغزيرة. فهي تشرق بتدبير العليم الحكيم أول النهار، ثم تسير سيراً حثيثاً حتى تتوسط كبد السماء ومن ثم تزول باتجاه الغرب، حتى تختفي تماماً عند الغروب في حركة يومية منظمة منسقة تدل على اللطيف الخبير، والخالق القدير، والمدبر العظيم، العزيز العليم.

إنّ الناس لو تأملوا هذه الشمس شروقها وغروبها، سيرها وحركتها، حرّها ودفئها؛ لأدركوا أنّ لها رباً مدبراً عليماً حكيماً يستحق أن يُعرف فلا يُجحد، ويُعبد فلا يُكفر، ويُوحد فلا يُشرك، ويُطاع فلا يُعصى.

ولوتأمل العصاة والجناة حرارة الشمس وسمومها لربما تذكروا جهنم ولهيبها فكفوا عن عصيانهم وتابوا من جناياتهم، وندموا عن تفريطهم.

كما أقسم سبحانه بالقمر وكم في القمر من الأسرار والحكم والفوائد والنعم ومن أجلِّها معرفة مواقيت العبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج, ومعاملات الناس من حلول مواعيد السداد، وقضاء الديون، وعِدَد النساء من حِدَادٍ أو طلاق أو نفاس وغير ذلك.

وأيضا أقسم بالنهار هذا الزمان المُهم من حياة الإنسان جعله الله وقتاً لطلب المعاش ووقتاً لعمارة الأرض وإحيائها كما هو وقت السعي في طلب العلم وتحصيله، وعقد رايات الجهاد، وغزو أهل الكفر والإلحاد، والنظر في مصالح الأمة، وفصل النزاع وإحقاق الحق، وإبطال الباطل عبر مجالس القضاء، وغير ذلك من المصالح العظيمة والمهام الجسيمة.

والليل الزمان الآخر المُهم من حياة الإنسان جعله الله وقتاً للراحة والسكون، والاسترخاء والنوم، كما جعل منه وقتاً للتهجد والقيام، والابتهال والدعاء، والخلوة والمناجاة لاسيما وقت النزول الإلهي آخر الليل.

أما الآن فنرى أنّ العباد جعلوا من الليل وقت السهر والسمر على المنكر والمحرم، والخبيث والخليع من فيلم داعر، ومشهد ماجن، ومسرح هابط، ومرقص فاحش، فدونك دور السينما، وخشبات المسرح، وبيوت الخنا لا تفتح أبوابها إلا في أواسط الليل ولا تقفله إلا بعد حلول الفجر وظهور النهار فإلى الله المشتكى.

وفي نهاية السورة أقسم تعالى بنفسه الشريفة الكريمة على فلاح من زكى نفسه وخيبة من دساها؛ ليدل على فضل الفلاح وأهميته، وخطورة ضده وشناعته. فما أحرى العبد بالسعي الدؤوب ، والحرص الأكيد على تعاهد نفسه بالإيمان وحسن المعتقد ، وجمال العمل وإتقانه وسلامة القول وصلاحه، ومبادرة التوبة والصدق فيها.

فوائد السورة:
• رحمة الله بعباده حيث منّ عليهم بهذه المخلوقات العظيمة من شمس وقمر، ونهار وليل، وسماء وأرض وغيرها فوجب شكره عليهم لفوائدهم العظيمة.
• أن الله تعالى ألهم كل نفس معرفة ما ينفعُها ويُصلحها، وما يضرُّها ويُفسدها.
• أنّ فلاح النفس وفوزها مرهون بتزكيتها بالعمل الصالح، وأنّ خيبتها وخسارتها مرهون بكفرها وفسوقها.
• قوم ثمود نموذج للخائبين الخاسرين، والبغاة الظالمين؛ فكانت نهايتهم عبرة للمعتبرين.
• شؤم التواطؤ على الفعل القبيح، وعدم إنكار المنكر والأخذ على يد السفيه.
• أن نزكي أنفسنا وذلك بالتوبة ومراقبة النفس ومحسابتها ومجاهدتها على الخير واجتناب المعاصي.
• أن نحمي أنفسنا من الخطأ بأن لا نتركها على هواها بل نقوم بتهذيبها وتحسينها بالطاعة.

الوصايا العملية من سورة الليل

هذه السورة الشريفة تصور الواقع الحياتي واليومي لجموع البشر المتزاحمين فوق هذه الارض، فهذه المليارات من البشر ذو عقائد مختلفة، ومشارب متنوعة، وأهداف متفرقة، ومساع شتى لا يحيط بها إلا ربُّ العباد تعالى.

بيد أنّ كلّ هؤلاء لا يخرجون عن قسمين اثنين: هم المصدقون والمكذبون. ولهؤلاء صفاتهم، ولهؤلاء صفاتهم أيضاً.

1. فالمؤمن الموحد المطيع هو: المصدق بوعد الله الطامع في جنته.
2. والكافر المشرك العاصي هو: المكذب بوعد الله المستغني عن جنة الله.

فأولى صفات الميسرين المكرمين:
بذلهم الواجب من علم وعمل ومال للآخرين طيبة به نفوسهم ، راضية به قلوبهم وهم في ذلك مستصحبين للتقوى ملازمين لمراقبة الله تعالى طامعين في رضاه، وجلين من أسباب غضبه ونقمته . فكم من باذل ماله وجهده وعرقه، وكم من مسابق إلى صنائع المعروف، ومصاول في ساحات الجهاد ليس له من ذلك إلا النصب والوصب، والحسرة والندامة.
ذلك أنّ الكثيرين محرومون من تقوى الله فيما يأتون ويذرون، فالإخلاص مفقود، والسُّنة غائبة.
أليس في الأمة من يجاهد رياءً وسمعة ليقال: شجاع ؟!
أليس في الأمة من ينفق بسخاء ليقال: جواد ؟
أليس في الأمة من يتعلم العلم ويقرأ القرآن ليقال: عالم وقارئ ؟!
أليس الجهاد والنفقة وبذل العلم هي أرقى ضروب العطاء والجود ؟
فما بال عطاءاتهم خاسرة، ونفوسهم نافقة، وسعيهم وبال وشنار ؟!
والجواب واضح بحمد الله فهؤلاء جميعاً قدّموا عطاء بلا تقوى وأوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً !

إنّ الكثيرين يخادعون أنفسهم والآخرين حين يتعلقون بالمظهر ويزهدون بالمخبر؛ فهم يقدمون أنفسهم للجماهير تارة علماء، وأخرى دعاة، وثالثة قراء رغبة في الظهور والتصدر، ونيل الثناء الرخيص، وتعرضوا للفتنة والبلاء وعضتهم المحنة بأنيابها الحادة؛ ظهر مرض قلوبهم وقلبوا ظهر المجن لكل مبدأ وقيمة وخلق.
والمقصود أنّ كلّ عطاء مهماً كان سامياً ورفيعاً، ومهما استفاد الآخرون منه فإنه مردود لا محالة طالما افتقد الإخلاص المطلوب والمتابعة الحقة. فالرغبة فيما عند الله من النعيم المقيم، والثواب العميم يجب أن يكون هو الهدف الشاخص للعيان لكل محب لطاعة ومسابق إلى معروف ومجاهد لإعلاء كلمة الله.
ولا ينبغي لعبد أن يطلب الإعانة والتيسير وهو منهمك في معاصيه سادر في غيه، فذلك من العجز والخذلان. بل لا بد من الأخذ بالأسباب وسلوك طرائق الخير ومناهج الفلاح مع دعاء الله ورجائه وتفويض الأمر إليه سبحانه.
وأما الصنف الآخر، وهم البخلاء والمستغنون بأموالهم وعافيتهم، وجاههم ومناصبهم، المكذبون بجنة الله ونعيمه فسييسرون لفعل كل ذميم، وصنع كلّ قبيح وسيحرمون من إعانة الله وتوفيقه، ومن ثم تكون العاقبة الوخيمة والمآل الخاسر إلى تردٍ في طبقات الجحيم عياذاً بالله. ومنهم: عبدة الأهواء وأرباب الشهوات، ودعاة التبرج والسفور، والتبذل والإسفاف جامعهم جميعاً البخل بالتوحيد والفضيلة، والشح بالنفس والمال والخلو من المبدأ والقيم والبعد عن التصديق وحسن العمل.
فالسبيل إلى الهداية وطلب المعالي إنما يكون من طريق الرب تعالى، وسعادة الدنيا ونعيم الآخرة لا يُنال إلا بإذن المتفرد بالملكوت الدائم . ومتى برُد يقين العبد بهذه المعاني الفاضلة نفض يديه من كل ضعيف مثله ، وكلّ محتاج وفقير من البشر. وحين يُعلّق المسلم قلبه بالعلي الأعلى، ويطلب وجهه الكريم بصدق وإخلاص فسيزهد لا محالة بكل عرض زائل، ونعيم حائل وسيصغر في عينيه وناظريه كلُّ مخلوق مهما طغى وتجبر وحينها يتحقق له وعد الله بالرضا التام في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

فوائد السورة:
• التنويه بنعمتي الليل والنهار ففي الأولى السكن والراحة، وفي الثانية طلب المعاش والضرب في الأرض.
• التنويه بنعمة التنويع في جنس الذكور والإناث لتتم عمارة الأرض، وتتحقق مصلحة بقاء النوع الإنساني .
• إثبات القدر ومنه الأخذ بالأسباب الموصلة إلى رضا الله تعالى والجنة.
• الردّ على القدرية النفاة، والجبرية الحمقى حيث زعم الأولون بأنه لا قدر وأنهم فاعلون لأفعالهم خلقاً وإيجاداً، وخرص الآخرون بأنهم مجبورون على أفعالهم كتحرك نائم وميلان شجرة.
• الترغيب في المبادرة إلى الخيرات والمسابقة في الطاعات مع ملازمة التقوى ونشدان الإخلاص.
• علينا الإيمان بالجنّة والنار، والثواب والعقاب.
• أن نطلب تيسير الله ودوام إعانته وتوفيقه لنا. قال تعالى: (فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني).
• أن نتصدق وننفق من أموالنا على الفقراء والمساكين لنصل إلى درجة الرضا والراحة عند الإنفاق ويكون سهراً ميسراً من الله.
• سوء عاقبة البخل بكل أنواعه، وخطر العجب والغرور، ووخيم عاقبة التكذيب والإعراض.
• التنويه بفضل إنفاق المال تزكية للمال وإصلاحاً للقلب وتنقية له من أدران الدنيا وأطماعها.
• التأكيد على وجوب الإخلاص في كل ما يأتي المسلم ويقوم من أعمال وأقوال.
• البشارة لكل موحد مخلص بنيل رضا الله ونيل ما يرضيه، وتلك أسمى الأماني وأرقى الغايات.
• أن نخلص العمل لوجه الله تعالى دائما لننال الرضا من الله في الأخرة بدخول الجنة.

الوصايا العملية من سورة الضحى

  • النهي عن قهر اليتيم وكسر خاطره، وهذا أدب من آداب الإسلام المتعددة التي جاء بها القرآن قلّ أن يوجد لها نظير في نظام أو مذهب آخر. إنّ البلاد الإسلامية تزخر بآلاف الأيتام، الذين فقدوا أباءهم تحت نير الإضطهاد الكافر والإحتلال الغاشم في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكشمير وغيرها .
  • النهي عن نهر السائل سواء كان سائل مال أو سائل علم، ولا يمنع ذلك من وعظ من غلب على الظن غناه عن سؤال المال.
  • الندب إلى التحدث بنعمة الله إظهاراً لفضل الله على المتحدث ، وتعبيراً عن فقره إليها .
  • فمن أجل النعم الهداية للدين، والتوفيق للمعتقد الصحيح، وشجاعة القلب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا بأس بالتحدث عما دونها من نعم الدنيا، من صحة، وجاه، ومال، على سبيل حمده وشكره تعالى عليها. كما يجب أيضاً أن يكون شكر من نفس النعمة فمثلا من كان غنيا فليتصدق  ويعين ذو الحاجة والمسكين.
  • العناية الإلهية بالرسول _عليه الصلاة والسلام_ فهو الخالق المعطي والهادي.

الوصايا العملية من سورة الشرح

تتحدث السورة عن فرج الله لكل أمر عسير فإذا تعسرت الأمور علينا الصبر وأن نردد ( إن مع العسر يسرا..)
كما أن وقت الفراغ يعد نعمة من الله يجب شغلها بتطوير الذات ونفع الغير والإستزادة من الأعمال الصالحة.

الوصايا العملية من سورة التين

أقسم تعالى في مطلع هذه السورة القصيرة بالتين، والزيتون وهما، الثمرتان المعروفتان وبطور سينين وكذلك بالبلد الأمين، وهو مكة المكرمة وبأنّ الإنسان قد خُلق أحسن هيئة وأجملها ويظهر هذا الحسن من النواحي التالية:
• جمال الصورة قياماً وقعوداً واضطجاعاً، وهذا لا يأتي لغيره من المخلوقات الأرضية.
• تميزه بالعقل والكلام، والفهم والإدراك.
• تكليفه ومحاسبته وإثابته أو معاقبته في الدنيا والآخرة.
• استخلافه في الأرض عمارة وإنتاجاً.
• تسخير الكائنات له طعاماً وشراباً وركوباً وسكنى.

هذه بعض النواحي التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات الحيوانية الأخرى، لكنّ هذا التكريم والتفضيل لجنس الإنسان لا فائدة فيه ولا استمرارية له إلا إذا حقق الإنسان الإيمان المطلوب في قلبه وقام بالواجب المناط به كما أمره ربه تعالى.

لكنّ جحود الإنسان ،وتنكره لخالقه، وكفره بنعمائه، وتكذيبه بآلائه تهوي لا محالة بهذا المخلوق العجيب من مواقع الجوزاء إلى حضيض الغبراء.

إذ لا قيمة في حقيقة الأمر لصورة الإنسان وهيئته حين يتردى هذا الإنسان في غياب الجاهلية ويمتطي صهوة الإعراض والتكذيب ويعيش حياة البهائم فلا إيمان ولا دين، ولا صلاة ولا صيام، ولا خلق ولا تقوى، ولا عفة ولا شرف، ولا مروؤة ولا فضيلة.

إنّك لو قلبت النظر يمنة ويسرة لوجدت مليارات البشر يعيشون حياة البهائم حقاً بل هم أضل سبيلا فهناك من تجعل من جسمها عرضا لمفاتنها أو شخصا يتباهى بذكائه على قرنائه.

إنّ الإحصاءات العالمية تقول بأنّ عدد سكان المعمورة اليوم يناهز الستة مليارات من البشر، وعدد المسلمين من بين هؤلاء لا يزيد عن مليار واحد فأي شيء يعنيه هذا ؟

إنه يعني باختصار شديد أنّ خمسة مليارات على الأقل يعيشون في أسفل سافلين

والسؤال المطروح لم يكذب هؤلاء الناس بالدين بعد كلّ هذا ؟ هل في الدين غموض ؟ هل فيه تناقض؟ هل فيه تصادم ؟ هل فيه ظلم ؟ لم كل هذا التكذيب ؟ لم كل هذا الإعراض ؟
والجواب أنّ تكذيب الناس لهذا الدين وتورطهم في الكفر والإلحاد ؟ هو لعوامل عدة منها:
1. إعراض كثير من أهل الإسلام علماء وطلاب علم عن القيام بواجبهم إزاء نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، وإنكباب جمهورهم على التنظير بلا عمل، والكلام بلا فعل.
2. حتى الدعوة في المحيط الداخلي ظلت وقفاً على جهود فردية لبعض المحتسبين، ونسبة كبيرة منهم عامة لا طلاب علم.
3. عدم إدراك البعض لحجم المسؤولية أمام الله، واعتقادهم أنّ ارتفاع رايات الكفر وكثرة سواده قضاء كوني لا يمكن تغييره، ولو أنصف هؤلاء لعرفوا أنّ هذا القضاء الكوني لا يستلزم تعطيل القضاء الشرعي حيث أمرنا بالدعوة والمقاومة والجهاد بالحجة والسنان.
4. الجهود الصليبية والصهيونية العالمية في تضليل جماهير البشر بفضل الأموال الطائلة، والخطط الجهنمية والقوة العسكرية والمتانة الإقتصادية والسياسة الإعلامية.
5. تكاتف الحكومات الصليبية مع بعضها وإيمانها بالأهداف المشتركة فيما بينها ووضعها يدها في أيدي شعوبها خصوصاً طبقة المنصرين والمتعصبين ممّا أدى إلى نجاحات لا يستهان بها في سبيل نشر النصرانية رغم تهافت فلسفاتها وتناقض مؤسساتها.
6. غياب العمل المؤسسي الرسمي إلا بشكل باهت لا يوازي حجم التحديات وعظم المسؤوليات بل إنّ كثيراً ممّن ينتظر منهم دفع ودعم مسيرة الدعوة ليقومون بدور معاكس من خلال نشر الإباحية والفساد في مجتمعاتهم عبر وسائل الإعلام وضمن البرامج الرياضية والفنية وخلافها.

فوائد السورة:
• إقسام الله تعالى بما شاء من مخلوقاته دلالة على اهمية هاتين الثمرتين: التين والزيتون.
• أن جنس الإنسان خُلق مُكرماً مُقوماً بيد أنّه انتكس وتردى حتى بلغ درجات بعيدة في الإنحدار.
• وعد الله تعالى المؤمنين بالأجر الدائم في جنات النعيم و ذلك بالعمل الصالح واجتناب السيئات.
• أنه لا مبرر لأي تكذيب أو تشكيك بهذا الدين بعد اتضاح معالمه وظهور أمارات صدقه وأنه تنزيل أحكم الحاكمين.
• ان نشكر الله نعالى على نعمة الخلق فقد خلقنا في أحسن صورة وميزنا عن بقية الكائنات الأخرى بالعقل. فإذا رأيت شخص معاقا أساعده واعطف عليه وأحمد الله على خلقتي الحسنة.

الوصايا العملية من سورة العلق

قال ابن كثير : ( فأوّل شيء من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات وهُنَّ أول رحمة رحم الله بها العباد, وأول نعمة أنعم الله بها عليهم، وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة، وأنّ من كرمه تعالى أن علّم الإنسان ما لم يعلم فشرّفه وكرّمه بالعلم، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة. والعلم تارة يكون في الأذهان، وتارة يكون في اللسان، وتارة يكون في الكتابة بالبنان ).

وهذه الآيات الشريفات تنويه صريح بشرف القراءة والعلم، فإنّ أول كلمة في السورة (اقرأ) فدينُنا الشريف وكتابُنا العزيز يوليان عناية خاصة بالقراءة والعلم ولذا امتثل أسلافنا هذه الوصية فتنافسوا في ثني الركب عند نبيهم _صلى الله عليه وسلم_ وتنافس التابعون في التتلمذ على أيدي الصحابة _رضوان الله عليهم_ وامتدت حلقات العلم حتى عمّت أرجاء البلاد الإسلامية المترامية، كما نشطت حركة التدوين ولا تزال حتى ملأت مصنفات المسلمين أرجاء المعمورة.
فما أحرى المسلم أن يبادر إلى رفع الجهل عن نفسه بالحرص على التعلم، والاستزادة من التفقه والإنكباب على القراءة ما أمكنه ليضرب من ميراث النبوة بحظ وافر.

وفي هذه الآيات بيان ما جُبل عليه الإنسان الكافر الفاجر من الطغيان والفساد لاسيما حال استغنائه بكثرة المال، وها هو الواقع ماضياً وحاضراً وفي زماننا كثر المال فطغى أكثر الناس فها هم أثرياء المسلمين قد سلّطوا أموالهم في إفساد الشعوب. فمنهم من سخّر أمواله في إنشاء المسارح والملاهي ودور السينما!
ومنهم من سخر أمواله في شراء اللاعبين بملايين الريالات بينما فقراء المسلمين يتضورون جوعاً!

كما أنها اشتملت على أشد التحذير وأبلغ الوعيد لمن ينهون الناس عن عبادة ربهم، وعمارة مساجده بالصلاة والذكر ويصدون عن دين الله بصريح العبارة، وبطريقة مباشرة أو بلسان الحال وبطرق ملتوية غير مباشرة.
وفي بعض بلاد الإسلام يمنع الشباب من ارتياد المساجد وإطلاق اللحى وتشمير الثياب، وتمنع النساء من الحجاب والستر، ويُجبرن على الاختلاط وغيره.

وهذا الختام البديع يُوجِّه الله تعالى عبده الكريم ورسوله العظيم إلى الإعراض عن طغيان أبي جهل وعدم المبالاة بنهيه أو الإلتفاف لكيده وتهديده، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مها كان المخلوق جبّاراً في الأرض، وليس لأحد أن يترك ما أمره الله به لقول أحد من الناس، فالأمر أمره والنهي نهيه سبحانه لا مُعقب لحكمه ولا راد لشرعه.!!

فوائد السورة:
• أن أحرص على القراءة والتعلم في شتى أنواع العلوم الإستزادة والإنتفاع به في ديننا.
• حكمة الله في خلق الإنسان، وكيف رقاه من جرثومة صغيرة إلى أن بسط سلطانه على جميع العوالم الأرضية. إنه لكرمه وعظيم إحسانه علمه من البيان ما لم يعلم، وأفاض عليه من العلوم ما جعل له القدرة على غيره مما في الأرض.
• أن نشكر الله عل نعمه التي لا تحصى و أن لا نستكبر عنها فهو الخالق والمميت.
• يجب علينا الخضوع الكامل لله تعالى فالإرادة كلها بيده.
• فائدة السجود العلمية فهو يقوم على تنشيط الأشعة الدموية الدقيقة في الدماغ وترويته  وتغذيته، كما يقوم أيضاً على تفريغ الشحنات السلبية وذلك بمنطلق مفهوم الجاذبية الأرضية.
• أثبتت الدراسات أن الناصية وهي الجبهة في مقدمة الرأس تنشط عن الكذب فهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكابة والصادقة.

الوصايا العملية من سورة القدر

إن ليلة القدر تعد من أعظم ليالي السنة حيث يضاعف ثواب العبادة ليعادل ثواب عبادة ألف شهر بليلها ونهارها لذا يجب علينا الإستعداد لهذه الليلة العظيمة ببرنامج مناسب لعظمة هذه الليلة حتى لا يفوتنا أجرها. ومن هنا علينا نحن المسلمين اغتنام هذه الفرصة العظيمة فمن عبد الله في هذه الليلة كتبت له عبادة ألف شهر ليلها و نهارها. فهل بعد هذه الفرصة الإلهية والوعد الإلهي من فرصة أعظم؟