- إن الإنسان لضعفه وحرصه ولما رُكّب فيه من حبّ الشهوات، واستعجال الملذات، وجمع الأموال، يظن أن أحداً لا يطلع عليه، فضلاً عن أن يحاسبه ويجازيه، وكثيراً ما يقع في هذه الظنون السيئة منكر البعث من ملاحدة وكفرة، فيأكل المال الحرام من ربا ورشوة، ومعاملات محرّمة واستثمارات مشبوهة، أو بواسطة السرقة والإبتزاز واستغلال المنصب والسلطة، أو الجاه والمكانة.
- وما أكثر الذين يبنون الأرصدة الضخمة، ويجمعون الأموال الطائلة، بوسائل محرمة ومتاجرات باطلة، ومعاملات مشبوهة من خلال تسويق الإتثمارات الربوية أوالترفيهية المُحرّمة من قنوات وفضائيات، وعروض سينمائية مسرحية أو ملاه وملاعب مختلطة وخليعة. بل إنهم ليعدون قدرتهم على استنزاف أموال الناس عبر تلك المشاريع الإفسادية، والبرامج الترفيهية المحرمة مهارات تسويقية، وقدرات إدارية، وحنكة ودهاء.
- فعلى المرء أن يبادر بالبحث عن أسباب سعادته ونجاته بالعلم النافع، والعمل الصالح، والتوبة النصوح فها هو كتاب الله بين يديه كاملاً محفوظاً، وها هي سُنّة المصطفى مطبوعة محققة مخدومة مشروحة على أرفف المكتبات العامة والخاصة فأي عذر له بعد ذلك.
- أنّ الله تعالى قد أحاط علماً وقدرةً بكل أحد فلا يقدر إنسان أو جان أن يخرج عن علم الله وقدرته. فعلينا مراقبة الله تعالى في عباداتنا و معاملاتنا.
- عظم فضل الله ومنته على الإنسان حين خلقه وقدّره وسوّاه ووهبه العينين واللسان والشفتين وهداه الطريق الصحيح وبذلك علينا شكره تعالى على نعمه التي لا تحصى.
- أنّ أمام الإنسان عقبة لا بد أن يتجاوزها بالعمل الصالح من فك الرقاب وإطعام الأيتام والمساكين فالبلاد الإسلامية تعج بمن يحتاج لكفل يتيم ومسح دمعته ومساعدة من المضطر الملهوف.
- فضل عتق الرقاب المؤمنة، وتحرير الأسرى ورعاية الأيتام، وتفقد المساكين وصلة القرابات والأرحام.
- وجوب الإيمان والعمل الصالح وفضل التواصي بالصبر والرحمة. بالصبر على مشقة الطريق، وطول المفازة، و مجاهدة النفس على العمل الصالح والكفّ عن المحرم.
الأربعاء، 13 يناير 2010
الوصايا العملية من سورة البلد
الوصايا العملية من سورة الشمس
يقسم الله تعالى بالشمس هذا المخلوق العظيم الذي يفيض على البشرية بنوره الوهاج ويملأ أرجاء الكون بضيائه العريض، وحرارته الغزيرة. فهي تشرق بتدبير العليم الحكيم أول النهار، ثم تسير سيراً حثيثاً حتى تتوسط كبد السماء ومن ثم تزول باتجاه الغرب، حتى تختفي تماماً عند الغروب في حركة يومية منظمة منسقة تدل على اللطيف الخبير، والخالق القدير، والمدبر العظيم، العزيز العليم.
إنّ الناس لو تأملوا هذه الشمس شروقها وغروبها، سيرها وحركتها، حرّها ودفئها؛ لأدركوا أنّ لها رباً مدبراً عليماً حكيماً يستحق أن يُعرف فلا يُجحد، ويُعبد فلا يُكفر، ويُوحد فلا يُشرك، ويُطاع فلا يُعصى.
ولوتأمل العصاة والجناة حرارة الشمس وسمومها لربما تذكروا جهنم ولهيبها فكفوا عن عصيانهم وتابوا من جناياتهم، وندموا عن تفريطهم.
كما أقسم سبحانه بالقمر وكم في القمر من الأسرار والحكم والفوائد والنعم ومن أجلِّها معرفة مواقيت العبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج, ومعاملات الناس من حلول مواعيد السداد، وقضاء الديون، وعِدَد النساء من حِدَادٍ أو طلاق أو نفاس وغير ذلك.
وأيضا أقسم بالنهار هذا الزمان المُهم من حياة الإنسان جعله الله وقتاً لطلب المعاش ووقتاً لعمارة الأرض وإحيائها كما هو وقت السعي في طلب العلم وتحصيله، وعقد رايات الجهاد، وغزو أهل الكفر والإلحاد، والنظر في مصالح الأمة، وفصل النزاع وإحقاق الحق، وإبطال الباطل عبر مجالس القضاء، وغير ذلك من المصالح العظيمة والمهام الجسيمة.
والليل الزمان الآخر المُهم من حياة الإنسان جعله الله وقتاً للراحة والسكون، والاسترخاء والنوم، كما جعل منه وقتاً للتهجد والقيام، والابتهال والدعاء، والخلوة والمناجاة لاسيما وقت النزول الإلهي آخر الليل.
أما الآن فنرى أنّ العباد جعلوا من الليل وقت السهر والسمر على المنكر والمحرم، والخبيث والخليع من فيلم داعر، ومشهد ماجن، ومسرح هابط، ومرقص فاحش، فدونك دور السينما، وخشبات المسرح، وبيوت الخنا لا تفتح أبوابها إلا في أواسط الليل ولا تقفله إلا بعد حلول الفجر وظهور النهار فإلى الله المشتكى.
وفي نهاية السورة أقسم تعالى بنفسه الشريفة الكريمة على فلاح من زكى نفسه وخيبة من دساها؛ ليدل على فضل الفلاح وأهميته، وخطورة ضده وشناعته. فما أحرى العبد بالسعي الدؤوب ، والحرص الأكيد على تعاهد نفسه بالإيمان وحسن المعتقد ، وجمال العمل وإتقانه وسلامة القول وصلاحه، ومبادرة التوبة والصدق فيها.
فوائد السورة:
• رحمة الله بعباده حيث منّ عليهم بهذه المخلوقات العظيمة من شمس وقمر، ونهار وليل، وسماء وأرض وغيرها فوجب شكره عليهم لفوائدهم العظيمة.
• أن الله تعالى ألهم كل نفس معرفة ما ينفعُها ويُصلحها، وما يضرُّها ويُفسدها.
• أنّ فلاح النفس وفوزها مرهون بتزكيتها بالعمل الصالح، وأنّ خيبتها وخسارتها مرهون بكفرها وفسوقها.
• قوم ثمود نموذج للخائبين الخاسرين، والبغاة الظالمين؛ فكانت نهايتهم عبرة للمعتبرين.
• شؤم التواطؤ على الفعل القبيح، وعدم إنكار المنكر والأخذ على يد السفيه.
• أن نزكي أنفسنا وذلك بالتوبة ومراقبة النفس ومحسابتها ومجاهدتها على الخير واجتناب المعاصي.
• أن نحمي أنفسنا من الخطأ بأن لا نتركها على هواها بل نقوم بتهذيبها وتحسينها بالطاعة.
إنّ الناس لو تأملوا هذه الشمس شروقها وغروبها، سيرها وحركتها، حرّها ودفئها؛ لأدركوا أنّ لها رباً مدبراً عليماً حكيماً يستحق أن يُعرف فلا يُجحد، ويُعبد فلا يُكفر، ويُوحد فلا يُشرك، ويُطاع فلا يُعصى.
ولوتأمل العصاة والجناة حرارة الشمس وسمومها لربما تذكروا جهنم ولهيبها فكفوا عن عصيانهم وتابوا من جناياتهم، وندموا عن تفريطهم.
كما أقسم سبحانه بالقمر وكم في القمر من الأسرار والحكم والفوائد والنعم ومن أجلِّها معرفة مواقيت العبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج, ومعاملات الناس من حلول مواعيد السداد، وقضاء الديون، وعِدَد النساء من حِدَادٍ أو طلاق أو نفاس وغير ذلك.
وأيضا أقسم بالنهار هذا الزمان المُهم من حياة الإنسان جعله الله وقتاً لطلب المعاش ووقتاً لعمارة الأرض وإحيائها كما هو وقت السعي في طلب العلم وتحصيله، وعقد رايات الجهاد، وغزو أهل الكفر والإلحاد، والنظر في مصالح الأمة، وفصل النزاع وإحقاق الحق، وإبطال الباطل عبر مجالس القضاء، وغير ذلك من المصالح العظيمة والمهام الجسيمة.
والليل الزمان الآخر المُهم من حياة الإنسان جعله الله وقتاً للراحة والسكون، والاسترخاء والنوم، كما جعل منه وقتاً للتهجد والقيام، والابتهال والدعاء، والخلوة والمناجاة لاسيما وقت النزول الإلهي آخر الليل.
أما الآن فنرى أنّ العباد جعلوا من الليل وقت السهر والسمر على المنكر والمحرم، والخبيث والخليع من فيلم داعر، ومشهد ماجن، ومسرح هابط، ومرقص فاحش، فدونك دور السينما، وخشبات المسرح، وبيوت الخنا لا تفتح أبوابها إلا في أواسط الليل ولا تقفله إلا بعد حلول الفجر وظهور النهار فإلى الله المشتكى.
وفي نهاية السورة أقسم تعالى بنفسه الشريفة الكريمة على فلاح من زكى نفسه وخيبة من دساها؛ ليدل على فضل الفلاح وأهميته، وخطورة ضده وشناعته. فما أحرى العبد بالسعي الدؤوب ، والحرص الأكيد على تعاهد نفسه بالإيمان وحسن المعتقد ، وجمال العمل وإتقانه وسلامة القول وصلاحه، ومبادرة التوبة والصدق فيها.
فوائد السورة:
• رحمة الله بعباده حيث منّ عليهم بهذه المخلوقات العظيمة من شمس وقمر، ونهار وليل، وسماء وأرض وغيرها فوجب شكره عليهم لفوائدهم العظيمة.
• أن الله تعالى ألهم كل نفس معرفة ما ينفعُها ويُصلحها، وما يضرُّها ويُفسدها.
• أنّ فلاح النفس وفوزها مرهون بتزكيتها بالعمل الصالح، وأنّ خيبتها وخسارتها مرهون بكفرها وفسوقها.
• قوم ثمود نموذج للخائبين الخاسرين، والبغاة الظالمين؛ فكانت نهايتهم عبرة للمعتبرين.
• شؤم التواطؤ على الفعل القبيح، وعدم إنكار المنكر والأخذ على يد السفيه.
• أن نزكي أنفسنا وذلك بالتوبة ومراقبة النفس ومحسابتها ومجاهدتها على الخير واجتناب المعاصي.
• أن نحمي أنفسنا من الخطأ بأن لا نتركها على هواها بل نقوم بتهذيبها وتحسينها بالطاعة.
الوصايا العملية من سورة الليل
هذه السورة الشريفة تصور الواقع الحياتي واليومي لجموع البشر المتزاحمين فوق هذه الارض، فهذه المليارات من البشر ذو عقائد مختلفة، ومشارب متنوعة، وأهداف متفرقة، ومساع شتى لا يحيط بها إلا ربُّ العباد تعالى.
بيد أنّ كلّ هؤلاء لا يخرجون عن قسمين اثنين: هم المصدقون والمكذبون. ولهؤلاء صفاتهم، ولهؤلاء صفاتهم أيضاً.
1. فالمؤمن الموحد المطيع هو: المصدق بوعد الله الطامع في جنته.
2. والكافر المشرك العاصي هو: المكذب بوعد الله المستغني عن جنة الله.
فأولى صفات الميسرين المكرمين:
بذلهم الواجب من علم وعمل ومال للآخرين طيبة به نفوسهم ، راضية به قلوبهم وهم في ذلك مستصحبين للتقوى ملازمين لمراقبة الله تعالى طامعين في رضاه، وجلين من أسباب غضبه ونقمته . فكم من باذل ماله وجهده وعرقه، وكم من مسابق إلى صنائع المعروف، ومصاول في ساحات الجهاد ليس له من ذلك إلا النصب والوصب، والحسرة والندامة.
ذلك أنّ الكثيرين محرومون من تقوى الله فيما يأتون ويذرون، فالإخلاص مفقود، والسُّنة غائبة.
أليس في الأمة من يجاهد رياءً وسمعة ليقال: شجاع ؟!
أليس في الأمة من ينفق بسخاء ليقال: جواد ؟
أليس في الأمة من يتعلم العلم ويقرأ القرآن ليقال: عالم وقارئ ؟!
أليس الجهاد والنفقة وبذل العلم هي أرقى ضروب العطاء والجود ؟
فما بال عطاءاتهم خاسرة، ونفوسهم نافقة، وسعيهم وبال وشنار ؟!
والجواب واضح بحمد الله فهؤلاء جميعاً قدّموا عطاء بلا تقوى وأوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً !
إنّ الكثيرين يخادعون أنفسهم والآخرين حين يتعلقون بالمظهر ويزهدون بالمخبر؛ فهم يقدمون أنفسهم للجماهير تارة علماء، وأخرى دعاة، وثالثة قراء رغبة في الظهور والتصدر، ونيل الثناء الرخيص، وتعرضوا للفتنة والبلاء وعضتهم المحنة بأنيابها الحادة؛ ظهر مرض قلوبهم وقلبوا ظهر المجن لكل مبدأ وقيمة وخلق.
والمقصود أنّ كلّ عطاء مهماً كان سامياً ورفيعاً، ومهما استفاد الآخرون منه فإنه مردود لا محالة طالما افتقد الإخلاص المطلوب والمتابعة الحقة. فالرغبة فيما عند الله من النعيم المقيم، والثواب العميم يجب أن يكون هو الهدف الشاخص للعيان لكل محب لطاعة ومسابق إلى معروف ومجاهد لإعلاء كلمة الله.
ولا ينبغي لعبد أن يطلب الإعانة والتيسير وهو منهمك في معاصيه سادر في غيه، فذلك من العجز والخذلان. بل لا بد من الأخذ بالأسباب وسلوك طرائق الخير ومناهج الفلاح مع دعاء الله ورجائه وتفويض الأمر إليه سبحانه.
وأما الصنف الآخر، وهم البخلاء والمستغنون بأموالهم وعافيتهم، وجاههم ومناصبهم، المكذبون بجنة الله ونعيمه فسييسرون لفعل كل ذميم، وصنع كلّ قبيح وسيحرمون من إعانة الله وتوفيقه، ومن ثم تكون العاقبة الوخيمة والمآل الخاسر إلى تردٍ في طبقات الجحيم عياذاً بالله. ومنهم: عبدة الأهواء وأرباب الشهوات، ودعاة التبرج والسفور، والتبذل والإسفاف جامعهم جميعاً البخل بالتوحيد والفضيلة، والشح بالنفس والمال والخلو من المبدأ والقيم والبعد عن التصديق وحسن العمل.
فالسبيل إلى الهداية وطلب المعالي إنما يكون من طريق الرب تعالى، وسعادة الدنيا ونعيم الآخرة لا يُنال إلا بإذن المتفرد بالملكوت الدائم . ومتى برُد يقين العبد بهذه المعاني الفاضلة نفض يديه من كل ضعيف مثله ، وكلّ محتاج وفقير من البشر. وحين يُعلّق المسلم قلبه بالعلي الأعلى، ويطلب وجهه الكريم بصدق وإخلاص فسيزهد لا محالة بكل عرض زائل، ونعيم حائل وسيصغر في عينيه وناظريه كلُّ مخلوق مهما طغى وتجبر وحينها يتحقق له وعد الله بالرضا التام في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
فوائد السورة:
• التنويه بنعمتي الليل والنهار ففي الأولى السكن والراحة، وفي الثانية طلب المعاش والضرب في الأرض.
• التنويه بنعمة التنويع في جنس الذكور والإناث لتتم عمارة الأرض، وتتحقق مصلحة بقاء النوع الإنساني .
• إثبات القدر ومنه الأخذ بالأسباب الموصلة إلى رضا الله تعالى والجنة.
• الردّ على القدرية النفاة، والجبرية الحمقى حيث زعم الأولون بأنه لا قدر وأنهم فاعلون لأفعالهم خلقاً وإيجاداً، وخرص الآخرون بأنهم مجبورون على أفعالهم كتحرك نائم وميلان شجرة.
• الترغيب في المبادرة إلى الخيرات والمسابقة في الطاعات مع ملازمة التقوى ونشدان الإخلاص.
• علينا الإيمان بالجنّة والنار، والثواب والعقاب.
• أن نطلب تيسير الله ودوام إعانته وتوفيقه لنا. قال تعالى: (فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني).
• أن نتصدق وننفق من أموالنا على الفقراء والمساكين لنصل إلى درجة الرضا والراحة عند الإنفاق ويكون سهراً ميسراً من الله.
• سوء عاقبة البخل بكل أنواعه، وخطر العجب والغرور، ووخيم عاقبة التكذيب والإعراض.
• التنويه بفضل إنفاق المال تزكية للمال وإصلاحاً للقلب وتنقية له من أدران الدنيا وأطماعها.
• التأكيد على وجوب الإخلاص في كل ما يأتي المسلم ويقوم من أعمال وأقوال.
• البشارة لكل موحد مخلص بنيل رضا الله ونيل ما يرضيه، وتلك أسمى الأماني وأرقى الغايات.
• أن نخلص العمل لوجه الله تعالى دائما لننال الرضا من الله في الأخرة بدخول الجنة.
بيد أنّ كلّ هؤلاء لا يخرجون عن قسمين اثنين: هم المصدقون والمكذبون. ولهؤلاء صفاتهم، ولهؤلاء صفاتهم أيضاً.
1. فالمؤمن الموحد المطيع هو: المصدق بوعد الله الطامع في جنته.
2. والكافر المشرك العاصي هو: المكذب بوعد الله المستغني عن جنة الله.
فأولى صفات الميسرين المكرمين:
بذلهم الواجب من علم وعمل ومال للآخرين طيبة به نفوسهم ، راضية به قلوبهم وهم في ذلك مستصحبين للتقوى ملازمين لمراقبة الله تعالى طامعين في رضاه، وجلين من أسباب غضبه ونقمته . فكم من باذل ماله وجهده وعرقه، وكم من مسابق إلى صنائع المعروف، ومصاول في ساحات الجهاد ليس له من ذلك إلا النصب والوصب، والحسرة والندامة.
ذلك أنّ الكثيرين محرومون من تقوى الله فيما يأتون ويذرون، فالإخلاص مفقود، والسُّنة غائبة.
أليس في الأمة من يجاهد رياءً وسمعة ليقال: شجاع ؟!
أليس في الأمة من ينفق بسخاء ليقال: جواد ؟
أليس في الأمة من يتعلم العلم ويقرأ القرآن ليقال: عالم وقارئ ؟!
أليس الجهاد والنفقة وبذل العلم هي أرقى ضروب العطاء والجود ؟
فما بال عطاءاتهم خاسرة، ونفوسهم نافقة، وسعيهم وبال وشنار ؟!
والجواب واضح بحمد الله فهؤلاء جميعاً قدّموا عطاء بلا تقوى وأوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً !
إنّ الكثيرين يخادعون أنفسهم والآخرين حين يتعلقون بالمظهر ويزهدون بالمخبر؛ فهم يقدمون أنفسهم للجماهير تارة علماء، وأخرى دعاة، وثالثة قراء رغبة في الظهور والتصدر، ونيل الثناء الرخيص، وتعرضوا للفتنة والبلاء وعضتهم المحنة بأنيابها الحادة؛ ظهر مرض قلوبهم وقلبوا ظهر المجن لكل مبدأ وقيمة وخلق.
والمقصود أنّ كلّ عطاء مهماً كان سامياً ورفيعاً، ومهما استفاد الآخرون منه فإنه مردود لا محالة طالما افتقد الإخلاص المطلوب والمتابعة الحقة. فالرغبة فيما عند الله من النعيم المقيم، والثواب العميم يجب أن يكون هو الهدف الشاخص للعيان لكل محب لطاعة ومسابق إلى معروف ومجاهد لإعلاء كلمة الله.
ولا ينبغي لعبد أن يطلب الإعانة والتيسير وهو منهمك في معاصيه سادر في غيه، فذلك من العجز والخذلان. بل لا بد من الأخذ بالأسباب وسلوك طرائق الخير ومناهج الفلاح مع دعاء الله ورجائه وتفويض الأمر إليه سبحانه.
وأما الصنف الآخر، وهم البخلاء والمستغنون بأموالهم وعافيتهم، وجاههم ومناصبهم، المكذبون بجنة الله ونعيمه فسييسرون لفعل كل ذميم، وصنع كلّ قبيح وسيحرمون من إعانة الله وتوفيقه، ومن ثم تكون العاقبة الوخيمة والمآل الخاسر إلى تردٍ في طبقات الجحيم عياذاً بالله. ومنهم: عبدة الأهواء وأرباب الشهوات، ودعاة التبرج والسفور، والتبذل والإسفاف جامعهم جميعاً البخل بالتوحيد والفضيلة، والشح بالنفس والمال والخلو من المبدأ والقيم والبعد عن التصديق وحسن العمل.
فالسبيل إلى الهداية وطلب المعالي إنما يكون من طريق الرب تعالى، وسعادة الدنيا ونعيم الآخرة لا يُنال إلا بإذن المتفرد بالملكوت الدائم . ومتى برُد يقين العبد بهذه المعاني الفاضلة نفض يديه من كل ضعيف مثله ، وكلّ محتاج وفقير من البشر. وحين يُعلّق المسلم قلبه بالعلي الأعلى، ويطلب وجهه الكريم بصدق وإخلاص فسيزهد لا محالة بكل عرض زائل، ونعيم حائل وسيصغر في عينيه وناظريه كلُّ مخلوق مهما طغى وتجبر وحينها يتحقق له وعد الله بالرضا التام في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
فوائد السورة:
• التنويه بنعمتي الليل والنهار ففي الأولى السكن والراحة، وفي الثانية طلب المعاش والضرب في الأرض.
• التنويه بنعمة التنويع في جنس الذكور والإناث لتتم عمارة الأرض، وتتحقق مصلحة بقاء النوع الإنساني .
• إثبات القدر ومنه الأخذ بالأسباب الموصلة إلى رضا الله تعالى والجنة.
• الردّ على القدرية النفاة، والجبرية الحمقى حيث زعم الأولون بأنه لا قدر وأنهم فاعلون لأفعالهم خلقاً وإيجاداً، وخرص الآخرون بأنهم مجبورون على أفعالهم كتحرك نائم وميلان شجرة.
• الترغيب في المبادرة إلى الخيرات والمسابقة في الطاعات مع ملازمة التقوى ونشدان الإخلاص.
• علينا الإيمان بالجنّة والنار، والثواب والعقاب.
• أن نطلب تيسير الله ودوام إعانته وتوفيقه لنا. قال تعالى: (فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني).
• أن نتصدق وننفق من أموالنا على الفقراء والمساكين لنصل إلى درجة الرضا والراحة عند الإنفاق ويكون سهراً ميسراً من الله.
• سوء عاقبة البخل بكل أنواعه، وخطر العجب والغرور، ووخيم عاقبة التكذيب والإعراض.
• التنويه بفضل إنفاق المال تزكية للمال وإصلاحاً للقلب وتنقية له من أدران الدنيا وأطماعها.
• التأكيد على وجوب الإخلاص في كل ما يأتي المسلم ويقوم من أعمال وأقوال.
• البشارة لكل موحد مخلص بنيل رضا الله ونيل ما يرضيه، وتلك أسمى الأماني وأرقى الغايات.
• أن نخلص العمل لوجه الله تعالى دائما لننال الرضا من الله في الأخرة بدخول الجنة.
الوصايا العملية من سورة الضحى
- النهي عن قهر اليتيم وكسر خاطره، وهذا أدب من آداب الإسلام المتعددة التي جاء بها القرآن قلّ أن يوجد لها نظير في نظام أو مذهب آخر. إنّ البلاد الإسلامية تزخر بآلاف الأيتام، الذين فقدوا أباءهم تحت نير الإضطهاد الكافر والإحتلال الغاشم في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكشمير وغيرها .
- النهي عن نهر السائل سواء كان سائل مال أو سائل علم، ولا يمنع ذلك من وعظ من غلب على الظن غناه عن سؤال المال.
- الندب إلى التحدث بنعمة الله إظهاراً لفضل الله على المتحدث ، وتعبيراً عن فقره إليها .
- فمن أجل النعم الهداية للدين، والتوفيق للمعتقد الصحيح، وشجاعة القلب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا بأس بالتحدث عما دونها من نعم الدنيا، من صحة، وجاه، ومال، على سبيل حمده وشكره تعالى عليها. كما يجب أيضاً أن يكون شكر من نفس النعمة فمثلا من كان غنيا فليتصدق ويعين ذو الحاجة والمسكين.
- العناية الإلهية بالرسول _عليه الصلاة والسلام_ فهو الخالق المعطي والهادي.
الوصايا العملية من سورة الشرح
تتحدث السورة عن فرج الله لكل أمر عسير فإذا تعسرت الأمور علينا الصبر وأن نردد ( إن مع العسر يسرا..)
كما أن وقت الفراغ يعد نعمة من الله يجب شغلها بتطوير الذات ونفع الغير والإستزادة من الأعمال الصالحة.
كما أن وقت الفراغ يعد نعمة من الله يجب شغلها بتطوير الذات ونفع الغير والإستزادة من الأعمال الصالحة.
الوصايا العملية من سورة التين
أقسم تعالى في مطلع هذه السورة القصيرة بالتين، والزيتون وهما، الثمرتان المعروفتان وبطور سينين وكذلك بالبلد الأمين، وهو مكة المكرمة وبأنّ الإنسان قد خُلق أحسن هيئة وأجملها ويظهر هذا الحسن من النواحي التالية:
• جمال الصورة قياماً وقعوداً واضطجاعاً، وهذا لا يأتي لغيره من المخلوقات الأرضية.
• تميزه بالعقل والكلام، والفهم والإدراك.
• تكليفه ومحاسبته وإثابته أو معاقبته في الدنيا والآخرة.
• استخلافه في الأرض عمارة وإنتاجاً.
• تسخير الكائنات له طعاماً وشراباً وركوباً وسكنى.
هذه بعض النواحي التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات الحيوانية الأخرى، لكنّ هذا التكريم والتفضيل لجنس الإنسان لا فائدة فيه ولا استمرارية له إلا إذا حقق الإنسان الإيمان المطلوب في قلبه وقام بالواجب المناط به كما أمره ربه تعالى.
لكنّ جحود الإنسان ،وتنكره لخالقه، وكفره بنعمائه، وتكذيبه بآلائه تهوي لا محالة بهذا المخلوق العجيب من مواقع الجوزاء إلى حضيض الغبراء.
إذ لا قيمة في حقيقة الأمر لصورة الإنسان وهيئته حين يتردى هذا الإنسان في غياب الجاهلية ويمتطي صهوة الإعراض والتكذيب ويعيش حياة البهائم فلا إيمان ولا دين، ولا صلاة ولا صيام، ولا خلق ولا تقوى، ولا عفة ولا شرف، ولا مروؤة ولا فضيلة.
إنّك لو قلبت النظر يمنة ويسرة لوجدت مليارات البشر يعيشون حياة البهائم حقاً بل هم أضل سبيلا فهناك من تجعل من جسمها عرضا لمفاتنها أو شخصا يتباهى بذكائه على قرنائه.
إنّ الإحصاءات العالمية تقول بأنّ عدد سكان المعمورة اليوم يناهز الستة مليارات من البشر، وعدد المسلمين من بين هؤلاء لا يزيد عن مليار واحد فأي شيء يعنيه هذا ؟
إنه يعني باختصار شديد أنّ خمسة مليارات على الأقل يعيشون في أسفل سافلين
والسؤال المطروح لم يكذب هؤلاء الناس بالدين بعد كلّ هذا ؟ هل في الدين غموض ؟ هل فيه تناقض؟ هل فيه تصادم ؟ هل فيه ظلم ؟ لم كل هذا التكذيب ؟ لم كل هذا الإعراض ؟
والجواب أنّ تكذيب الناس لهذا الدين وتورطهم في الكفر والإلحاد ؟ هو لعوامل عدة منها:
1. إعراض كثير من أهل الإسلام علماء وطلاب علم عن القيام بواجبهم إزاء نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، وإنكباب جمهورهم على التنظير بلا عمل، والكلام بلا فعل.
2. حتى الدعوة في المحيط الداخلي ظلت وقفاً على جهود فردية لبعض المحتسبين، ونسبة كبيرة منهم عامة لا طلاب علم.
3. عدم إدراك البعض لحجم المسؤولية أمام الله، واعتقادهم أنّ ارتفاع رايات الكفر وكثرة سواده قضاء كوني لا يمكن تغييره، ولو أنصف هؤلاء لعرفوا أنّ هذا القضاء الكوني لا يستلزم تعطيل القضاء الشرعي حيث أمرنا بالدعوة والمقاومة والجهاد بالحجة والسنان.
4. الجهود الصليبية والصهيونية العالمية في تضليل جماهير البشر بفضل الأموال الطائلة، والخطط الجهنمية والقوة العسكرية والمتانة الإقتصادية والسياسة الإعلامية.
5. تكاتف الحكومات الصليبية مع بعضها وإيمانها بالأهداف المشتركة فيما بينها ووضعها يدها في أيدي شعوبها خصوصاً طبقة المنصرين والمتعصبين ممّا أدى إلى نجاحات لا يستهان بها في سبيل نشر النصرانية رغم تهافت فلسفاتها وتناقض مؤسساتها.
6. غياب العمل المؤسسي الرسمي إلا بشكل باهت لا يوازي حجم التحديات وعظم المسؤوليات بل إنّ كثيراً ممّن ينتظر منهم دفع ودعم مسيرة الدعوة ليقومون بدور معاكس من خلال نشر الإباحية والفساد في مجتمعاتهم عبر وسائل الإعلام وضمن البرامج الرياضية والفنية وخلافها.
فوائد السورة:
• إقسام الله تعالى بما شاء من مخلوقاته دلالة على اهمية هاتين الثمرتين: التين والزيتون.
• أن جنس الإنسان خُلق مُكرماً مُقوماً بيد أنّه انتكس وتردى حتى بلغ درجات بعيدة في الإنحدار.
• وعد الله تعالى المؤمنين بالأجر الدائم في جنات النعيم و ذلك بالعمل الصالح واجتناب السيئات.
• أنه لا مبرر لأي تكذيب أو تشكيك بهذا الدين بعد اتضاح معالمه وظهور أمارات صدقه وأنه تنزيل أحكم الحاكمين.
• ان نشكر الله نعالى على نعمة الخلق فقد خلقنا في أحسن صورة وميزنا عن بقية الكائنات الأخرى بالعقل. فإذا رأيت شخص معاقا أساعده واعطف عليه وأحمد الله على خلقتي الحسنة.
• جمال الصورة قياماً وقعوداً واضطجاعاً، وهذا لا يأتي لغيره من المخلوقات الأرضية.
• تميزه بالعقل والكلام، والفهم والإدراك.
• تكليفه ومحاسبته وإثابته أو معاقبته في الدنيا والآخرة.
• استخلافه في الأرض عمارة وإنتاجاً.
• تسخير الكائنات له طعاماً وشراباً وركوباً وسكنى.
هذه بعض النواحي التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات الحيوانية الأخرى، لكنّ هذا التكريم والتفضيل لجنس الإنسان لا فائدة فيه ولا استمرارية له إلا إذا حقق الإنسان الإيمان المطلوب في قلبه وقام بالواجب المناط به كما أمره ربه تعالى.
لكنّ جحود الإنسان ،وتنكره لخالقه، وكفره بنعمائه، وتكذيبه بآلائه تهوي لا محالة بهذا المخلوق العجيب من مواقع الجوزاء إلى حضيض الغبراء.
إذ لا قيمة في حقيقة الأمر لصورة الإنسان وهيئته حين يتردى هذا الإنسان في غياب الجاهلية ويمتطي صهوة الإعراض والتكذيب ويعيش حياة البهائم فلا إيمان ولا دين، ولا صلاة ولا صيام، ولا خلق ولا تقوى، ولا عفة ولا شرف، ولا مروؤة ولا فضيلة.
إنّك لو قلبت النظر يمنة ويسرة لوجدت مليارات البشر يعيشون حياة البهائم حقاً بل هم أضل سبيلا فهناك من تجعل من جسمها عرضا لمفاتنها أو شخصا يتباهى بذكائه على قرنائه.
إنّ الإحصاءات العالمية تقول بأنّ عدد سكان المعمورة اليوم يناهز الستة مليارات من البشر، وعدد المسلمين من بين هؤلاء لا يزيد عن مليار واحد فأي شيء يعنيه هذا ؟
إنه يعني باختصار شديد أنّ خمسة مليارات على الأقل يعيشون في أسفل سافلين
والسؤال المطروح لم يكذب هؤلاء الناس بالدين بعد كلّ هذا ؟ هل في الدين غموض ؟ هل فيه تناقض؟ هل فيه تصادم ؟ هل فيه ظلم ؟ لم كل هذا التكذيب ؟ لم كل هذا الإعراض ؟
والجواب أنّ تكذيب الناس لهذا الدين وتورطهم في الكفر والإلحاد ؟ هو لعوامل عدة منها:
1. إعراض كثير من أهل الإسلام علماء وطلاب علم عن القيام بواجبهم إزاء نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، وإنكباب جمهورهم على التنظير بلا عمل، والكلام بلا فعل.
2. حتى الدعوة في المحيط الداخلي ظلت وقفاً على جهود فردية لبعض المحتسبين، ونسبة كبيرة منهم عامة لا طلاب علم.
3. عدم إدراك البعض لحجم المسؤولية أمام الله، واعتقادهم أنّ ارتفاع رايات الكفر وكثرة سواده قضاء كوني لا يمكن تغييره، ولو أنصف هؤلاء لعرفوا أنّ هذا القضاء الكوني لا يستلزم تعطيل القضاء الشرعي حيث أمرنا بالدعوة والمقاومة والجهاد بالحجة والسنان.
4. الجهود الصليبية والصهيونية العالمية في تضليل جماهير البشر بفضل الأموال الطائلة، والخطط الجهنمية والقوة العسكرية والمتانة الإقتصادية والسياسة الإعلامية.
5. تكاتف الحكومات الصليبية مع بعضها وإيمانها بالأهداف المشتركة فيما بينها ووضعها يدها في أيدي شعوبها خصوصاً طبقة المنصرين والمتعصبين ممّا أدى إلى نجاحات لا يستهان بها في سبيل نشر النصرانية رغم تهافت فلسفاتها وتناقض مؤسساتها.
6. غياب العمل المؤسسي الرسمي إلا بشكل باهت لا يوازي حجم التحديات وعظم المسؤوليات بل إنّ كثيراً ممّن ينتظر منهم دفع ودعم مسيرة الدعوة ليقومون بدور معاكس من خلال نشر الإباحية والفساد في مجتمعاتهم عبر وسائل الإعلام وضمن البرامج الرياضية والفنية وخلافها.
فوائد السورة:
• إقسام الله تعالى بما شاء من مخلوقاته دلالة على اهمية هاتين الثمرتين: التين والزيتون.
• أن جنس الإنسان خُلق مُكرماً مُقوماً بيد أنّه انتكس وتردى حتى بلغ درجات بعيدة في الإنحدار.
• وعد الله تعالى المؤمنين بالأجر الدائم في جنات النعيم و ذلك بالعمل الصالح واجتناب السيئات.
• أنه لا مبرر لأي تكذيب أو تشكيك بهذا الدين بعد اتضاح معالمه وظهور أمارات صدقه وأنه تنزيل أحكم الحاكمين.
• ان نشكر الله نعالى على نعمة الخلق فقد خلقنا في أحسن صورة وميزنا عن بقية الكائنات الأخرى بالعقل. فإذا رأيت شخص معاقا أساعده واعطف عليه وأحمد الله على خلقتي الحسنة.
الوصايا العملية من سورة العلق
قال ابن كثير : ( فأوّل شيء من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات وهُنَّ أول رحمة رحم الله بها العباد, وأول نعمة أنعم الله بها عليهم، وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة، وأنّ من كرمه تعالى أن علّم الإنسان ما لم يعلم فشرّفه وكرّمه بالعلم، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة. والعلم تارة يكون في الأذهان، وتارة يكون في اللسان، وتارة يكون في الكتابة بالبنان ).
وهذه الآيات الشريفات تنويه صريح بشرف القراءة والعلم، فإنّ أول كلمة في السورة (اقرأ) فدينُنا الشريف وكتابُنا العزيز يوليان عناية خاصة بالقراءة والعلم ولذا امتثل أسلافنا هذه الوصية فتنافسوا في ثني الركب عند نبيهم _صلى الله عليه وسلم_ وتنافس التابعون في التتلمذ على أيدي الصحابة _رضوان الله عليهم_ وامتدت حلقات العلم حتى عمّت أرجاء البلاد الإسلامية المترامية، كما نشطت حركة التدوين ولا تزال حتى ملأت مصنفات المسلمين أرجاء المعمورة.
فما أحرى المسلم أن يبادر إلى رفع الجهل عن نفسه بالحرص على التعلم، والاستزادة من التفقه والإنكباب على القراءة ما أمكنه ليضرب من ميراث النبوة بحظ وافر.
وفي هذه الآيات بيان ما جُبل عليه الإنسان الكافر الفاجر من الطغيان والفساد لاسيما حال استغنائه بكثرة المال، وها هو الواقع ماضياً وحاضراً وفي زماننا كثر المال فطغى أكثر الناس فها هم أثرياء المسلمين قد سلّطوا أموالهم في إفساد الشعوب. فمنهم من سخّر أمواله في إنشاء المسارح والملاهي ودور السينما!
ومنهم من سخر أمواله في شراء اللاعبين بملايين الريالات بينما فقراء المسلمين يتضورون جوعاً!
كما أنها اشتملت على أشد التحذير وأبلغ الوعيد لمن ينهون الناس عن عبادة ربهم، وعمارة مساجده بالصلاة والذكر ويصدون عن دين الله بصريح العبارة، وبطريقة مباشرة أو بلسان الحال وبطرق ملتوية غير مباشرة.
وفي بعض بلاد الإسلام يمنع الشباب من ارتياد المساجد وإطلاق اللحى وتشمير الثياب، وتمنع النساء من الحجاب والستر، ويُجبرن على الاختلاط وغيره.
وهذا الختام البديع يُوجِّه الله تعالى عبده الكريم ورسوله العظيم إلى الإعراض عن طغيان أبي جهل وعدم المبالاة بنهيه أو الإلتفاف لكيده وتهديده، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مها كان المخلوق جبّاراً في الأرض، وليس لأحد أن يترك ما أمره الله به لقول أحد من الناس، فالأمر أمره والنهي نهيه سبحانه لا مُعقب لحكمه ولا راد لشرعه.!!
فوائد السورة:
• أن أحرص على القراءة والتعلم في شتى أنواع العلوم الإستزادة والإنتفاع به في ديننا.
• حكمة الله في خلق الإنسان، وكيف رقاه من جرثومة صغيرة إلى أن بسط سلطانه على جميع العوالم الأرضية. إنه لكرمه وعظيم إحسانه علمه من البيان ما لم يعلم، وأفاض عليه من العلوم ما جعل له القدرة على غيره مما في الأرض.
• أن نشكر الله عل نعمه التي لا تحصى و أن لا نستكبر عنها فهو الخالق والمميت.
• يجب علينا الخضوع الكامل لله تعالى فالإرادة كلها بيده.
• فائدة السجود العلمية فهو يقوم على تنشيط الأشعة الدموية الدقيقة في الدماغ وترويته وتغذيته، كما يقوم أيضاً على تفريغ الشحنات السلبية وذلك بمنطلق مفهوم الجاذبية الأرضية.
• أثبتت الدراسات أن الناصية وهي الجبهة في مقدمة الرأس تنشط عن الكذب فهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكابة والصادقة.
وهذه الآيات الشريفات تنويه صريح بشرف القراءة والعلم، فإنّ أول كلمة في السورة (اقرأ) فدينُنا الشريف وكتابُنا العزيز يوليان عناية خاصة بالقراءة والعلم ولذا امتثل أسلافنا هذه الوصية فتنافسوا في ثني الركب عند نبيهم _صلى الله عليه وسلم_ وتنافس التابعون في التتلمذ على أيدي الصحابة _رضوان الله عليهم_ وامتدت حلقات العلم حتى عمّت أرجاء البلاد الإسلامية المترامية، كما نشطت حركة التدوين ولا تزال حتى ملأت مصنفات المسلمين أرجاء المعمورة.
فما أحرى المسلم أن يبادر إلى رفع الجهل عن نفسه بالحرص على التعلم، والاستزادة من التفقه والإنكباب على القراءة ما أمكنه ليضرب من ميراث النبوة بحظ وافر.
وفي هذه الآيات بيان ما جُبل عليه الإنسان الكافر الفاجر من الطغيان والفساد لاسيما حال استغنائه بكثرة المال، وها هو الواقع ماضياً وحاضراً وفي زماننا كثر المال فطغى أكثر الناس فها هم أثرياء المسلمين قد سلّطوا أموالهم في إفساد الشعوب. فمنهم من سخّر أمواله في إنشاء المسارح والملاهي ودور السينما!
ومنهم من سخر أمواله في شراء اللاعبين بملايين الريالات بينما فقراء المسلمين يتضورون جوعاً!
كما أنها اشتملت على أشد التحذير وأبلغ الوعيد لمن ينهون الناس عن عبادة ربهم، وعمارة مساجده بالصلاة والذكر ويصدون عن دين الله بصريح العبارة، وبطريقة مباشرة أو بلسان الحال وبطرق ملتوية غير مباشرة.
وفي بعض بلاد الإسلام يمنع الشباب من ارتياد المساجد وإطلاق اللحى وتشمير الثياب، وتمنع النساء من الحجاب والستر، ويُجبرن على الاختلاط وغيره.
وهذا الختام البديع يُوجِّه الله تعالى عبده الكريم ورسوله العظيم إلى الإعراض عن طغيان أبي جهل وعدم المبالاة بنهيه أو الإلتفاف لكيده وتهديده، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مها كان المخلوق جبّاراً في الأرض، وليس لأحد أن يترك ما أمره الله به لقول أحد من الناس، فالأمر أمره والنهي نهيه سبحانه لا مُعقب لحكمه ولا راد لشرعه.!!
فوائد السورة:
• أن أحرص على القراءة والتعلم في شتى أنواع العلوم الإستزادة والإنتفاع به في ديننا.
• حكمة الله في خلق الإنسان، وكيف رقاه من جرثومة صغيرة إلى أن بسط سلطانه على جميع العوالم الأرضية. إنه لكرمه وعظيم إحسانه علمه من البيان ما لم يعلم، وأفاض عليه من العلوم ما جعل له القدرة على غيره مما في الأرض.
• أن نشكر الله عل نعمه التي لا تحصى و أن لا نستكبر عنها فهو الخالق والمميت.
• يجب علينا الخضوع الكامل لله تعالى فالإرادة كلها بيده.
• فائدة السجود العلمية فهو يقوم على تنشيط الأشعة الدموية الدقيقة في الدماغ وترويته وتغذيته، كما يقوم أيضاً على تفريغ الشحنات السلبية وذلك بمنطلق مفهوم الجاذبية الأرضية.
• أثبتت الدراسات أن الناصية وهي الجبهة في مقدمة الرأس تنشط عن الكذب فهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكابة والصادقة.
الوصايا العملية من سورة القدر
إن ليلة القدر تعد من أعظم ليالي السنة حيث يضاعف ثواب العبادة ليعادل ثواب عبادة ألف شهر بليلها ونهارها لذا يجب علينا الإستعداد لهذه الليلة العظيمة ببرنامج مناسب لعظمة هذه الليلة حتى لا يفوتنا أجرها. ومن هنا علينا نحن المسلمين اغتنام هذه الفرصة العظيمة فمن عبد الله في هذه الليلة كتبت له عبادة ألف شهر ليلها و نهارها. فهل بعد هذه الفرصة الإلهية والوعد الإلهي من فرصة أعظم؟
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)