الجمعة، 5 فبراير 2010

الوصايا العملية من سورة التكوير

تدعو الإنسان إلى التدبر والتأمل في سنن الكون ودقة تنظيمه لما اشتملت عليه من حقائق ومشاهدة حول الكون ونهايته ومن براهن على أن القرآن الكريم كلام الله ولا دخل لمحمد _صلى الله عليه وسلم_ فيه، إن سورة التكوير تأكد ثلاث حقائق لها علاقة بالإيمان والعقيدة.

الأولى: الإنقلاب الكوني أي نهاية العالم.
الثانية: التأكد على أن الوحي إلهي محض.
الثالثة: حقيقة الإرادة الإنسانية التي لا تنفصم عن الإرادة الإلهية.

هكذا نرى أن الإنقلاب الكوني في مطلع السورة هائلا مروعا، يشمل الشمس التي بردت، وانطفئت شعلتها، والنجوم التي اندثرت وانطمس ضيائها، والجبال التي نسفت وذريت هباء في الهواء وسيرت كالسراب ومرت مر السحاب، والنوق الحبالى في شهرها العاشر، وقد أهملت من الفزع في كل مكان مع أنها لدى العربي أجود النياق، والوحوش الشاردة في الشعاب، وقد تجمعت من الهول وتلاصقت منها الجنوب، والبحار التي التهبت مياهها حتى تفجرت بالنيران، وفاضت بالحمم والمحرقات، والأرواح المجنسة، وقد انضم بعضها إلى بعض ، في زمر وأزواج ، ويشمل هذا الانقلاب الكوني، نشر صحف الأعمال كاملة بحيث لا يضيع منها شيء أو يخفى منها خافية، والسماء يزح سقفها، وتسعير الجحيم ،وإذكاء حرها بوقودها من الناس والحجارة،وتقريب الجنة من المؤمنين، حتى تبدو كالعروس في زينتها تغري خاطبهابالتقرب منها، ويومئذ تعلم كل نفس ما قدمت وأخرت.

وتمهيدا لذكر الحقيقة الثانية المتعلقة بالوحي وحقيقته ينتقل السياق إلى قسم بمشاهد من الكون، بالكواكب التي تجري في السماء ثم تختفي في أفلاكها ثم ترجع إلى كنسها فتختبئ فيها وتلتمس الراحة بعد السير الشديد بالليل الذي غمر الكون بظلامه حتى بات لا يرى نفسه، وبالصبح الذي ولد بعد ذهاب الليل فرأى النور وتفتح قلبه للحياة.

أما الحقيقة الثالثة التي ختمت بها هذه السورة الكريمة هي بأن الإرادة الحقيقية هي إرادة الله تعالى، فليس لأحد في الكون من إرادة مستقلة عن إرادته سبحانه وتعالى. وبهذا البيان الدقيق والتصويرالمبدع لمشاهد القيامة الهائلة وبهذا الأسلوب الفذ، لا يسعنا إلا أن نجزم بأن القرآن الكريم معجزة خالدة للنبي عليه السلام لأنه لا يضاهه كتاب في اعجازه.

فوائد السورة:
• حتى أهتدي بهدي الله تعالى علي أن أتأمل قدرة الله وإعجازه في خلقه تعالى.
• دراسة الاعجاز العلمي في خلق نجم الخنس الجوار الكنس.

الوصايا العملية من سورة الإنفطار

• ترغيب في الطاعة، وزجر عن المعصية.
• المداومة على شكر الله لإحسانه له.
• بيان أن أعمال الإنسان موكل بها كرام كاتبون.
• مراقبة الله في السر والعلن فنحن محاسبون على كل صغيرة وكبيرة.
• الحذر من وسوسة الشيطان التي توقع في الهلاك.
• الاستحياء من الله حق الحياء الذي خلقنا وصورنا في أحسن صورة فلا اعصيه بوجهي و لا بحواسي.
• اكرام الحفظة بعدم فعل المنكرات و تذكر قوله تعالى: ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ).

الوصايا العملية من سورة المطففين

ذكرالله في هذه السورة نوعاً من أنواع الفجور وهو التطفيف في المكيال والميزان، ثم نوعا آخر وهو التكذيب بيوم الدين ثم أعقبه بذكر جزائهم على هذا التكذيب وتوبيخهم عليه.

تعرض هذه السورة أهم قضية منتشرة في هذا العالم حيث أن التطفيف في الكيل والميزان قد يكون في أشياء أخرى، فمن استأجر عاملا ووقف أمامه يراقبه ويطالبه بتجويد عمله، ثم إذا كان هو عاملا أجيرا لم يراقب ربه في العمل ولم يقم به على الوجه الذي ينبغي أن يقوم به يكون واقعا تحت طائلة هذا الوعيد، مستوجبا لأليم العذاب، مهما يكن عمله، جلّ أو حقر وإذا كان هذا الإنذار للمطففين الراضين بالقليل من السحت فما ظنك بأولئك الذين يأكلون أموال الناس بلا كيل ولا وزن، بل يسلبونهم ما بأيديهم، ويغلبونهم على ثمار أعمالهم، فيحرمونهم التمتع بها، اعتمادا على قوة الملك أو نفوذ السلطان أو باستعمال الحيل المختلفة.

فوائد السورة:
• استهزاء المجرمين بالمؤمنين في الدنيا وتغامزهم بهم وحكمهم عليهم بالضلال.
• ايتاء كل ذي حق حق من دون نقص.
• العذاب الشديد لمن أكل أموال الناس بغير حق.
• التحذير من التعالي على الله و على عباده المؤمنين بالسخرية منهم.
• الجزاء من جنس العمل.
• التطفيف لا يقتصر على المكيال و الميزان بل في كل أمر فيه تنبادل منافع كالوظيفة والصناعة والاجارة والعمالة.
• الحذر من الاستهزاء بالصالحين و عدم الخوض مع الخائضين و نردد قول الشافعين: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم الشفاعة.

الوصايا العملية من سورة الإنشقاق

يبين سبحانه في أوائل هذه السورة أهوال يوم القيامة، فذكر أنه حين انشقاق السماء واختلال نظام العالم، وانبساط الأرض بنسف ما فيها من جبال، وتخليها عما في جوفها يلاقى المرء ربه فيوفيه حسابه، وينقسم الناس حينئذ فريقين:
1. فريق الصالحين البررة، وهؤلاء يحاسبون حسابا يسيرا ويرجعون مسرورين إلى أهلهم.
2. فريق الكفرة والعصاة، وهؤلاء يؤتون كتبهم وراء ظهورهم، ثم يصلون حر النار لأنهم كانوا فرحين بما يتمتعون به من اللذات والجري وراء الشهوات، إذ كانوا يظنون أن لا بعث ولا حساب، ولا ثواب ولا عقاب.

كما ذكر مشهد تسليم الكتب لأصحابها في يوم الحساب حيث إن إيتاء الكتاب باليمين، أو باليسار أو من وراء الظهر تصوير لحال المطلع على أعماله في ذلك اليوم، فمن الناس من إذا كشف له عمله ابتهج واستبشر وتناول كتابه بيمينه، ومنهم من إذا تكشفت له سوابق أعماله عبس وبسر وأعرض عنها وأدبر، وتمنى لو لم تكشف له، وتناولها باليسار أو من وراء الظهر، وحينئذ يدعو وا ثبوراه، أي يا هلاك أقبل فإني لا أريد أن أبقى حيا، علما منه بأن ذلك داع إلى طول العذاب، وأنه سيدخل النار ويقاسى سعيرها.

و بعد أن ذكر سبحانه أن الإنسان راجع إلى ربه فملاقيه ومحاسبه، إما حسابا يسيرا إن كان قد عمل الصالحات، أو حسابا عسيرا إن كان قد اجترح السيئات، أقسم بآيات له في الكائنات، ظاهرات باهرات، إن البعث كائن لا محالة، وإن الناس يلقون شدائد الأهوال حتى يفرغوا من حسابهم، فيصير كل أحد إلى ما أعد له من جنة أو نار.

فوائد السورة:
• إن الإنسان يلاقى نتائج أعماله يوم القيامة، فيأخذ كتابه بيمينه أو من وراء ظهره. و من هنا يجب الإستعداد المبكر لهذا اليوم يوم لا ينفع نفس إلا إيمانها.
• أن الناس في الدنيا يتنقلون في أحوالهم طبقة بعد طبقة، إما في نعيم مقيم، وإما في عذاب أليم.
• ترك ملذات الدنيا و شهواتها فهي لا تنفع يوم الحساب النهائي.
• انتهاز كل فرصة متاحة لكسب كل عمل صالح.
• مهمتي في الحياة دعوة الناس و هدايتهم للإيمان.

الوصايا العملية من سورة البروج

بعد أن فرغ تعالى من عرض قصة أصحاب الأخدود ببلاغة تامة، وأسلوب مؤثر؛ ندب في هذه الآيات كل فتّان إلى التوبة، وفتح أبواب الندم والإنابة على مصراعيها، ولم يُقنِّط عباده من رحمته وتدارك أخطائهم، وتلافي ذنوبهم مهما كانت فادحة وخطيرة.
فأي عذر بعد هذا ؟ وأي رحمة فوق هذه ؟ ومن المؤكد أنّ من أصرّ على بغيه وعدوانه، وأبى أن يغتنم الفرص ويبادر إلى التوبة النصوح فإنّه ذو طغيان وعناد.

ومن المهم الإشارة في هذه المقام بأنّ الفتنة المنهي عنها في هذه السورة ليست قاصرة على التعذيب الحسي فحسب بل هي تتناول ما هو أبعد من ذلك وأشمل ... فمن ذلك:
1- فتنة الناس عبر بث الفساد الإعلامي من أفلام وتمثيليات وبرامج ومشاهد لا أخلاقية تؤجج الشهوات وتثير الغرائز !
2- الفتنة عبر برامج التربية والتعليم فكثير من المناهج التعليمية في ديار المسلمين لا وجود لمادة التوحيد أو الحديث أو الفقه وإنما يعرض للناشئة المذاهب الفكرية الهدامة بل المعتقدات الإلحادية، والنظريات الكفرية كالبعثية والبلشفية والقومية، ونظرية دارون في التطور والإرتقاء، وكلّ ذلك ضرب من الفتنة بل أشد من فتنة الإحراق والقتل قال تعالى : { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }.
3- الفتنة عبر تذويب حواجز النفرة من الكفار بإلغاء مبادئ الولاء والبراء وتهميش نواقض الإسلام، والتقليل من شأنها وتمييع أصول الدين ومبانيه العظام.
4- الفتنة عبر السماح للأصوات النشاز من دعاة جهنم من منافقين وإباحيين في التبشير بمبادئهم الخبيثة وطرح أفكارهم المسمومة وترويج تطلعاتهم المشبوهة وتمرير مخططاتهم وبرامجهم الخطيرة! ولشدة أثر الفتنة وسوء عواقبها وخطورة تبعاتها توعد الله الفتانين بعذاب جهنم، وقد اتخذ هذا الوعيد صيغة التكرار من جهة وصيغة التقديم والتأخير من جهة ثانية.

وفي العصر الحديث كثر أصحاب الأخاديد بحيث تنكسر الأقلام وتفنى مئات الصحف قبل أن تستوعب بعض جرائمهم . فجرائم الصليبيين بقيادة امبراطورية الشر، وحاملة لواء النصرانية أمريكا فاقت كل تصور، وتجاوزت كل حدّ . قد صبت هذه الدولة المجرمة جام نيرانها ودكت بطائراتها العملاقة وقنابلها التي تبلغ زنة بعضها قرابة العشرة من الأطنان أرض أفغانستان المسلمة, وغزت بجحافلها أرض العراق بعد أن أفرغت فوق حاضرته وباديته مئات الألوف من القنابل الفتاكة التي لا تعرف التمييز بين الكبير والصغير الذكر والأنثى؛ بل دكت المستشفيات على رؤوس المرضى ولوثت المياه وقطعت خطوط الكهرباء والهاتف وأشاعت الرعب والهلع وسمحت بالنهب والسرقة وانتهاك كل مُحرّم وممنوع !

ومثل ذلك ما يمارسه الهندوس الوثنيون فوق أرض كشمير وغيرها كثير ناهيك عن محاكم التفتيش التي هي واحدة من أبشع ما لدى الغرب الصليبي من حب الاستبداد والطغيان ضد الشعوب المسلمة خاصة وغير المسلمين عامة! .

فأي مقارنة إذاً بين تلك الحادثة الصغيرة التي تولى كبرها أصحاب الأخدود وبين هذا العدوان الشامل والحروب الشعواء التي لا يعرف لها نظير عبر التاريخ !؟
ومن عجب أنّ سبب التعذيب واحد وهو الإيمان بالله العزيز الحميد ، فإنّ هؤلاء الطواغيت الحمقى لا يروق لهم أبداً أن يفرد مالك الملك ،ومبدع الكون بالتوحيد والعبودية ، وليتهم إذ امتنعوا عن التسليم لله بحقه ، بالوحدانية والإلهية تركوا غيرهم يختارون لأنفسهم ما يرونه صواباً , ولكنهم أبو إلا أن يصدوا عن سبيل الله ويبغونها عوجا! قريب من العذاب بالنار والتقتيل والتشريد اضطهاد الفئة المؤمنة من خلال التضييق عليهم في أرزاقهم وفصلهم من وظائفهم ، وبخسهم حقوقهم بسبب إيمانهم واعتقادهم. ذاً مهما أوتي البشر من قوة وقدرة على الإهلاك والتدمير والتعذيب فذاك مغمور أمام قدرة الله وبطشه المخيف المزلزل للقلوب والحناجر بل للأمم والممالك !

ومن أراد أن يتأكد فليتأمل ما جرى لفرعون وقومه من الاستدراج إلى البحار ثم الإغراق المذهل! وليتأمل ما الذي جرى لثمود حين أخذت الرجفة بمجامع قلوبهم فأسقطتها في أجوافهم . ليتأمل ما جرى لعاد من تسليط الريح العقيم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فأصبحوا أعجاز نخل خاوية . ليتأمل ما جرى للقرى اللوطية حين رفعت قراهم إلى عنان السماء ثم نكست رأساً على عقب واتبعت بحجارة من سجيل!

وآخر مطاف هذه السورة أنْ ختمها تعالى بالتذكير بالقرآن العظيم الذي من أجله حورب المسلمون، ولأجله حقد الحاقدون، شنأ الشائنون بيد أنّ ذلك كله لا ينبغي أن يكون مانعاً للمسلمين أن يستمروا على طريقتهم ويتشبثوا بعقيدتهم فإنّ الله ناصرهم ومؤيدهم ومظهرهم على عدوهم.
ومهما تخلى المسلمون عن القرآن وأزاحوه عن العمل والتطبيق، وعن حياتهم الدستورية والاجتماعية وغيرها فلن يفرحوا بوئام العدو ومحبته، أو على الأقل مهادنته وحياده! ومصداقية ذلك أنّ مجرد الهوية المسلمة التي يحملها المسلمون كافية لإثارة كوامن أحقاده.
• الاستفادة من قصة غلام الأخدود.
• تعد هذه السورة مادة تربوية ومشوقة للضغار والكبار لتعليمهم الثبات على الحق.
• التعجيل بطلب المغفرة من كل ذنب صغر أو كبر لتحمي أنفسنا من عظيم بطش الله.

الوصايا العملية من سورة الطارق

• تذكير الإنسان بأصل نشأته وأنّه من ماء دافق مهين فأي موجب لغروره وكبريائه؟! . وما أجدر الإنسان أن يحمد الله ويشكره على هذه النعمة (نعمة الحفظ والرعاية)، فيفرد ربه بالتوحيد والعبادة ، والاستجابة والإنابة.
ولمّا كان كثير من الخلق جاحدين لهذه النعمة، معطلين لجناب التوحيد واقعين في الإلحاد والشرك، منكرين للبعث والنشور ذكرهم الله تعالى بأصل خلقتهم، وأساس نشأتهم، ومادة تكوينهم، وهو الماء الدافق المهين، الخارج بقدرة الله، وإرادته من ظهر الرجل وصدر المرأة ليختلط المآءان معاً بتقدير الله، فيتولد إنسان سوي مكتمل الخلقة، عجيب التركيب.
فإذا كان اللهُ تعالى قد أَوْجَد هذا الإنسانَ من العَدَمِ، وخَلَقَه بهذه السهولة والإبداع أفلا يكون قادراً على إعادته بعد الفناء، وإحيائه بعد الموت ؟!!
• قدرة الله على إعادة الأموات وبعثهم للحساب والجزاء. حيث تُبلى السرائر فلا مجال للمخادعة والتلبيس والمكر والغش فيفتضح الدجاجلة والكذّابون على رؤوس الأشهاد، ويظهرُ زيف الباطل وتفاهته، ويَتَقَزَّمُ الأفَّاكون ويظهرون في حجمهم الطبعي! فلا يقوون على الدفع عن أنفسهم ممّا أحاط بهم من الشرور والمخاوف، ولا هم واجدون ناصراً ينصرهم من بأس الله وغضبه ! و لهذا يجب علينا الإستعداد لليوم الآخر بالعمل الصالح.
• دراسة الإعجاز العلمي في: الطارق خلق الانسان الصلب والترائب لمعرفة الخالق وزيادة التعلق به.
• مراقبة الله في السر والعلن.
• بجب أن لا نيئس و نحن نرى الشر و لكفر و قد استفحل فلا بد أن العذاب سيلحق بهم عاجلا أم آجلا.

الوصايا العملية من سورة الأعلى

في هذه السورة الشريفة، يرشد الله تعالى نبيه _صلى الله عليه وسلم_ وأتباعه إلى تسبيحه أي تنزيهه عما لا يليق بجلاله وعظمته ذاكراً جملة من أفضاله على عباده فهو الذي خلق فسوّى، وهو الذي قدرفهدى، وهو الذي أخرج المرعى، أي امتن على عباده بهذه المخلوقات العظيمة وسخرها لهم كما قال: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } وفوق خلقها سواها سبحانه متقنة متناسبة تسد حاجاتهم، وتلبي رغباتهم.
وعلى العاقل أن لا يغتر بجمالها وزينتها فينصرف عن العمل لآخرته، والاستعداد لها بالباقيات الصالحات. وما أكثر من تغرهم الدنيا ببهارجها، وزخارفها، فيغرقون في زينتها وشهواتها، ويعبون من لذاتها ومتاعها، وينسون آخرتهم. فلا تخطر لهم على بال فإذا بالموت يفجؤهم على حين غرة فيختطفهم من بين أكتاف أموالهم، ومن وسط قصورهم وبساتينهم ومن بين أولادهم وأزواجهم وخدمهم وحاشيتهم، فيذرهم جيفاً هامدةً، وجُثثاً منتنة لا روح فيها ولا حياة.
وليحذر الذين ينسجون خيوط المؤامرات في جنح الظلام ويتربصون بالبلاد والعباد شراً، فإنّ الله عالم بهم، مطلع عليهم، فأنى لهم أن يستتروا منه تعالى وهم خلق من خلقه فوق أرضه وتحت سمائه.

وأما من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فليس له من البشارة حظ ولا نصيب.
فلا السلطان ينفعه ، ولا الجاه ينصره , ولا المال يفيده , ولا الولد ينجيه!
فهل أغنى عن فرعون سلطانُه وملكُه ؟!
وهل أغنى عن قارون مالُه وجاهُه ؟!
وهل أغنى عن عاد بطشُها وجبروتُها ؟!

فوائد السورة:
• لزوم تنزيه الله تعالى عمّا لا يليق بجلاله وعظمته .
• وجوب توحيد الله تعالى في ربوبيته وخلقه وتدبيره وألوهيته وعبادته .
• بديع صنع الله، وإتقانه لمخلوقاته وتسويته لها وحسن تقديره وهدايته لآحادها .
• الإستدلال بإخراج المرعى وإنبات الأرض الجدباء على إحياء الأموات وبعث الفانيات .
• عناية الله تعالى بنبيه _صلى الله عليه وسلم_ حيث ضمن له حفظ القرآن وعدم نسيانه .
• سعة علم الله وإحاطته للسر والعلن .
• ضعف بني آدم وإيثارهم الدنيا الفانية على الآخرة الباقية.
• اتفاق الأنبياء والشرائع السابقة على أصول الدين ومكارم الأخلاق .
• قول سبحان ربي الأعلى عند تلاوتها.
• قول سبح اسم ربك الأعلى عند السجود في الصلاة.
• الداعية لدين الله يجب أن يكوت ميسر لا معسر و ما خير الرسول بين أمرين إلا اختار أيسرهما.

الوصايا العملية من سورة الغاشية

• التهويل من شأن القيامة والحث على الإستعداد لهذا اليوم بالإيمان وبالعمل الصالح الذي يحتاج لقبوله أخلاص في العمل ومتابعة الرسول في أعماله وأقواله.
• أن ندرس قدرة الله وإعجازه في خلق الإبل و الجمال والسماء والأرض.
• دعوة الله تعالى العباد إلى التفكر في آياته وآلائه للتقرب من الله .
• بيان نعيم أهل الجنة مما يحث المسلم على الإجتهاد في العمل والعبادة.
• وجوب صلة الرحم وليس فقط في الأعياد كما يحدث من العامة.
• غض البصر عما يغضب الله
• عفاف النفس وتطهيرها من الزنا و النظر إلى ما حرم الله.
• الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها.
• وجوب بر الوالدين فرضاهما من رضا الله.
• أؤدي واجب الدعوة ( ادع الناس الى الهدى و اترك الهداية لله تعالى ).

الوصايا العملية من سورة الفجر

• أهمية وفضل وقت الفجر فبحلوله يمسك الصائم وتجب صلاة الفجر ولذا أقسم الله به.
• فضل الليالي العشر سواء كانت عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان .
• أن الشفع والوتر من آيات الله العظيمة .
• إهلاك الله تعالى للأمم السابقة بسبب كفرها ومعاصيها فيه عبرة وعظة لكل كافر وعاص ومستكبر ومغرور. فلا يغتر أحد بقوته ولابسلطانه ولا بماله ولا بجاهه، وإلّا فإنّ الله تعالى قد قضى بإذلال الجبابرة وقصم الطواغيت والفراعنة !
• ابتلاء الله تعالى لعباده بالسراء والضراء. وذلك ليعلم الله الصابر من الجازع والشاكر من الكفور وهي ابتلاءات متعددة من غنى وفقر وصحة ومرض، وعز وذُلّ ونجاح وفشل !!

وبعض الناس يظن أنّ ما يُعطاه من الرزق والصحة والولد والجاه وغير ذلك لمكانته عند الله ومنزلته وما درى أنّ ذلك ربما كان استدراجاً وإملاءً ليزداد كفراً وعتواً :
فهل كان قارون ذو الثراء العريض محبوباً لله ؟
وهل كان أبو جهل ذو الجاه والمكانة محبوباً لله ؟
وهل كان الوليد بن المغيرة ذو الأولاد والأموال محبوباُ لله ؟
وهل كان أبو طالب ذو النسب العريق محبوباً لله ؟
وفي المقابل يظن آخرون أنّ تقتير الله تعالى عليهم في الرزق والمال والجاه بسبب هوانهم على الله !!
فهل كان أيوب عليه السلام الذي مسّه الضُّر وألمت به الأوجاع والأسقام مهيناً عند الله ؟!
وهل كان يوسف الصديق الذي ألقي به في غيابة الجبّ ثم بيع عبداً مملوكاً ثم زُجّ به في غياهب السجون بضع سنين وضيعاً عند الله ؟!
إذاً القضية قضية امتحان وابتلاء ، لا إكرام واحتقار فمن تنعم بخيرات الله ، وأصاب من بركات مولاه ، فليحمد الله، وليشكره بالقول والعمل وليستعن بتلك الهبات على طاعة ربه سبحانه.
• فضل إكرام اليتيم وإطعام المسكين. وللأسف الشديد فإنّ أثرياء المسلمين لا يحرمون اليوم المساكين الصّدقات على وجه التطوع فحسب، ولكنهم يحرمونم حقهم الواجب من الزكاة المفروضة. ولو أخرج المسلمون زكاة أموالهم الواجبة فضلاً عن التطوع والنافلة لما وجدت في ديار المسلمين فقيراً ولا محتاجاً ؟!
وفي زماننا تعددت وسائل كسب المال وتسابق الناس إلى الاستزادة منه بطرق غير مشروعة كالربا والرشوة والمعاملات المشبوهة والمساهمات المحرمة عياذاً بالله.
• اعداد قائمة بالأعمال المستحبة في هذه الأيام الفضيلة.