الخميس، 24 ديسمبر 2009

الوصايا العملية من سورة البينة

  • الحرص على الصلاة وإخراج الزكاة.
  • علينا الإستعداد ليوم الحساب لننال الجنة وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة وذكر الله كثيراًُ.
  • أن الله تعالى قد أنزل على نبيه كتابا يشتمل على جميع المواضيع الدينية والدنوية ومن هنا علينا قراءته وتدبره والعمل به وأخذ العظة والعبرة لأهميته.
  • يجب علينا الإخلاص في ديننا لله تعالى وذلك باجتناب المعاصي والإكثار من الحسنات.
  • أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ هو البينة التي تحدثت عنها السورة وكذلك القرآن الكريم بما فيه من مواضيع قيمة لذا توجب علينا دراستها  والأخذ بها والعمل بها ففي ذلك الفوز العظيم.

الوصايا العملية من سورة العاديات

مما يتعلق بهذه السورة ثلاثة موضوعات:

أولا: ما يتعلق بعالم الحيوانات:

أما بالنسبة إلى الموضوع الأول فيرتبط بطبيعة الخيول وتصنيفها في ناحية العدو وحركتها المخروطية ويكون سرعة عدوها نظير الضبع عندما يمد جسمه ويعتبر هذا النوع من الخيول من قسم العربيات الأصليّة دون المهجّنه فتكون أسرع فى العدو وأقوى مقارعة عند الأصطكاك في الأسنة بالإضافة إلى ما يطرء عليها حال السرعة من آثار تطاير الأحجار كناية عن قوة العزيمة والثبات. بالإضافة إلى ما تكشف عن وجود التطور في ناحية القوة العسكرية المتقابله أنه لابد أن يصنع قوة توجب قهقره العدو لتقابل الايمان مع الكفر وأنه لابد من زهق الباطل امام قوة الحق.

ثانيا: ما يتعلق بأخلاق الانسان:

أما ما يتعلق بأخلاق الإنسان تارة كما يتعلق بأنعم اللّه‏ على الانسان فيقابله بالكفر والتمرد ونكران النعمة وإنما عليه أن يقابل النعمة بالشكر القولي والعملي.

ثالثا: ما يتعلق بعالم الجزاء وعالم النشر بعد الموت:

أما ما يتعلق بعالم النشور والجزاء و هو النظر إلى أن الإنسان يمر بأدوار العمل في عالم الدنيا وأنه لابد أن يجازى على طبق أعماله فإن خيراً فخير وإن شراً فشر وإن ما يكنه الإنسان في عالم الصدور قد كشف له في عالم الظاهر لعلم اللّه‏ سبحانه فكل ذلك يحاسب عليه و ينكشف أمامه بنحو الحضور والمشاهدة لتقوم الحجة عليه من اللّه‏.
ومن هذا كله نستنتج أن القوة العسكرية عندما تهاجم العدوّ ينقدح منها نظرية علمية بأنه على صاحب القيادة العسكرية أن يطوّر حركته الهجومية والدفاعية لمسايره كل وقع عسكري في أنه لابد أن يكون متطوراً في ناحية ابداعاته الهجومية ولا يكون واقفاً على نهج تقليدي.

فوائد السورة:
• تجهيز العدة و العتاد والقوة العسكرية اللازمة لمواجهة الكفر وأهله ومن هنا تأتي أهمية الجهاد في سبيل الله وجهاد المرأة الحج. وليس المقصود القتال فقط بل وقد يكون أيضا بالصدقة والعطف أطفال والنساء والمساكين.
• شكر الله الدائم على نعمه بالعمل الصالح.
• أن انفق وأتصدق من مالي وأن لا أكون جاحدة لنعم الله علي فهناك يوم بعث وجزاء وحساب.
• مراقبة الله في السر والعلن.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

الوصايا العملية من سورة الزلزلة

• الحث على التفكر في أحوال الآخرة.
• تقوى الله في ظاهر الأعمال وباطنها.
• حكمة التذكير بهذا الزلزال ومعلوم أن كثير من الناس الذين خاطبهم القرآن لن يدركوا هذا الزلزال لأنه سيكون في آخر أيام الدنيا.
• عدم الإنشغال بالدنيا عن الآخرة والبدء بالإكثار من الأعمال الصالحة.
• مراقبة الله في السر والعلن يوم تشهد الأرض وأعضاء الجسد على مرتكبي الذنوب والمعاصي.
• العمل الصالح يحمي من الفضيحة في الآخرة ويقرب من الله زلفى بدليل ان الأرض تشهد على فاعل الخير والدال عليه.
• لا تستهين بالذنوب الصغيرة فهي عظيمة عند وقت الحساب.

الوصايا العملية من سورة القارعة

  • وجوب التمسك والتحلي بحسن الخلق فهو ما برحج كفة الميزان يوم القيامة يوم ما ينفع المرء سوى عمله.
  •  المداومة على ذكر الله تعالى وذلك بقول أخف الكلام على اللسان أثقلهما في الميزان: ( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).
  •  الإستعداد لليوم الذي يتقرع فيه الأسماع بالعمل الصالح الذي به يوزن عمل الإنسان ويتحدد به مصيره.
  • الإستعداد ليوم الحساب بتثقيل موازين أعمالنا الحسنة وهنا يا أخوتي المسلمين والمسلمات تنبيه عظيم من الخالق جل وعلا على أن الحساب سيكون دقيقاً يوم توضع الموازين القسط ويبدأ الحساب بمثقال الذرة فإن عمل خيراً دخل الجنة ومن عمل شراً دخل النار أعاذنا الله وإياكم منها.
  • بناء على ما ذكر من دقة الحساب وأننا سنحاسب على كل صغيرة وكبيرة فإنه يجب علينا وضع جدول لتمكين أنفسنا الغافلة من الإكثار من عمل الخير فمثلا من لا يزال طالبا يستطيع استغلال وقته في تسبيح الله وحمده تعالى.

الوصايا العملية من سورة التكاثر

وضحت هذه السوره الوعيد والتهديد لمن انشغل بجمع المال وكثرة الأولاد عن ذكر الله ومن هنا فإن علينا التوازن بين المادة والروح وبين العمل والدين.

يقول ابن القيم _رحمه الله_: ( ما تأخر من تأخر إلا بحبه للحياة والبقاء، وثناء الناس عليه، ونفرته من ذمهم، فإذا زهد في هذين الشيئين تأخرت عنه العوارض كلها).

فما وجد هذا التكاثر والإلهاء عما هو أولى بالخلق منه من العمل للآخرة، والسعي لتحصيل دار الكرامة إلا لإختلال اليقين في النفوس.

فوائد السورة:
• الدنيا إلى انقضاء وهذا لا شك فيه.
• الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل.
• عليك أن تعرض عن هذا التفكير الدنيوي وتتعلم كيف السبيل للأخرة.
• عش الآخرة في خيالك، اقرأ عنها، اسمع مواعظ تذكرك بها، تخيل مشاهدها، تصور الجنة وزخرفها، والنار وشدة عذابها.
• ابدأ مرحلة اليقين وادخل من باب الشاكرين لنعمة الحياة والإسلام والهداية، وتقدم وانت مستح من أفضاله عليك، التي تجازيها بالإساءة والعصيان فاستحٍ واستغفر، واحمد ولا تجحد قال تعالى: ( ثمَّ لتسألنَّ يومئذٍ عن النعيم).
• عدم الإغترار بالدنيا وما فيها من ملذات و فتن فما عند الله خير وأبقى.
• الإسراع بالعمل الصالح قبل فوات الأوان حين يحين يوم تشخص فيه الأبصار.
• اسحقاق العذاب لمن شغلتنه أمواله وأولاده عن ذكر الله.

الوصايا العملية من سورة العصر

في هذه السورة تنبيه لأهمية المحافظة على الوقت، وأن نصيبك من هذه الحياة هو هذا الوقت الذي علينا شغله بما وصانا به تعالى في السورة: الإيمان، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله، والصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى الله.

ولو تدبر الإنسان لوجد أن العمر محدود جداً، وأعمار هذه الأمة كما بين النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ {ما بين الستين إلى السبعين وقليل من يجوز ذلك} وستون سنة لا تكاد تعد شيئاً مذكوراً لو تأمل العبد، لأن هذه الستين تمر منها ثلثها وهي عشرون سنة والإنسان في طفولة، ثم في شبه طفولة، وكل أب ابنه دون العشرين لا يزال يعتبره بحاجة إلى الرعاية والعناية والاهتمام.

ثم الثلثان لمن مد الله تعالى في عمره، وهي أربعون سنة، كم يذهب منها للنوم؟
حسب بعض العلماء وبعض الحكماء ذلك فقالوا: وجدنا أن الإنسان العادي ينام ثلث عمره، إذاً فسوف ينام ثلث هذه الأربعين، ثم كم لطعامه، وكم لشرابه، ثم كم يأخذ الناس من وقته في الأمور المباحة، فإن بعض الناس يسلم عليك فيريد من وقتك نصف ساعة، وكثير من الناس لا يشعر بقيمة هذا الزمن ولا بأهميته وكأن أمراً ما كان! ولو دقق وحسب لوجد أن العمر ضيق وقصير بشكل يدعو إلى الغرابة.

والآن نجد كل من يُسمَّوُن بعلماء النفس والإجتماع، وكل المجربين حتى الآباء والأمهات، يقولون: إذا أردت أن تنجز أعمالك فحدد هدفاً واحداً واجتهد فيه، واعزم بإذن الله على أن تنجزه، لكن إذا حددت هدفين أو ثلاثة فقد تضيع الثلاثة ولا تحصل على شيء، وأما أولئك فقد أخلصوا لله في أهدافهم، فإن عَبد فهو يرجو ما عند الله، وإن كَتب فهو يرجو ما عند الله، وإن خَطب فهو يرجو ما عند الله، وإن تزوج فهو يرجو ما عند الله، وإن جمع المال فهو يرجو ما عند الله، قال تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا).


فوائد السورة:
• جدولة أعمالنا والمحافظة على الوقت.
• زيادة منسوب الإيمان بالعمل الصالح.
• التواصي بالحق والتواصي بالصبر.
• الحرص الشديد على الإستفادة من الوقت وإغتنامه في العمل الصالح.
• الحث على التوصية و لتذكرة الحسنة والحث على الصبر في سبيل النصيحة.
• إقتران الإيمان بالعمل الصالح فلا يجوز عمل من غير إيمان أو إيمان من غير عمل.
• وجوب ربط الإيمان بالعمل الصالح وفي سائر الأمور من معاملات وخلق.

الوصايا العملية من سورة الهمزة

توعد الله تعالى بالويل من اتصف بهذه الصفات وهي :الهمز واللمز وجمع المال وتعداده والانشغال به عن ذكر الموت وما بعده، ثم بين سبحانه عاقبة من اتصف بهذه الصفات ومصيره الذي ينتظره بأنه سيطرح ويُلقى في نار حطمة موقدة شديد حرها ومغلقة الأبواب دائماً وأبداً لا يمكن الخروج منها، بقي أن نعرف تفسير هذه الصفات التي رتبت عليها هذه العقوبات الشديدة لنأخذ حذرنا منها.

إنه إخبار من أصدق القائلين وتهديد من عزيز مقتدر يقول للشيء (كن فيكون) إنه وعيد لمن أعجبته نفسه فاحتقر الناس بالهمز واللمز وأعجبه ماله حتى صار عبداً له، اشتغل عن طاعة الله وحبسه عن واجبه وصار يظن أنه سيخلد في هذه الدنيا.

ومن هنا علينا أن نتصف بعكس هذه الصفات والتي هي صفات الخير وهي:
صفة التواضع
احترام المسلمين
الكف عن أعراضهم
إطابة المكاسب
عدم الاغترار بالمال والغنى
عدم الانشغال بالمال عمّا أوجبه الله

فوائد السورة:
• أن لا أسخر من الأخرين بالضحك عليهم أو الإستهزاء بهم.
• أن أخرج صدقة مالي وأن لا أبخل بمالي على المحتاج والفقير.

الوصايا العملية من سورة الفيل

في هذه السورة الكريمة يبيّن الله تعالى بجلاء أنّه القاهر فوق عباده، وأنّ لا أحد من الخلق يستطيع أن يخرج عن قهره وجبروته، وأنّه الفعال لما يريد وأنه ذو البطش الشديد.

كما بيّنت السورة أنّ جبابرة العالم، وطواغيت الزمان مهما بلغوا من القوة والإمكانات فإنهم ضعفاء مساكين أمام قوة الجبار المتين.
إنّ أصحاب الفيل أنموذج لطواغيت العالم المتجبرين، الذين غرّتهم قوتهم وكثرتهم ونسوا أنّ الذي خلقهم هو أشد منهم قوة؛ فقد توجه القوم إلى حرم الجبار جلّ جلاله في جحافل كالجبال أشراً وبطراً ورئاء الناس. وفي نيتهم استباحة حرمة البيت وإهانة أهله فكان الغضب الإلهي لهم بالمرصاد.

وما أكثر ما يجمع الله لجموع الهالكين بين العذاب المريع والإذلال المخزي!
ألم يجعل العزيز الجبار قوم عاد كأعجاز نخل خاوية؟!
ألم يجعل الواحد القهار قوم ثمود في ديارهم جاثمين؟!
ألم يقلب القوي المتين قرى اللوطية رأساً على عقب؟!
ألم يغرق ذو البطش الشديد فراعنة العالم في لجة اليم بعد أن ظنوه يابساً؟!

إنّ هذه العقوبات لم تكنْ مجرد استئصال وتدمير ولكنّها كانت كذلك عقوبات معنوية محطمة لكل مشاعر الكبرياء والعظمة التي طالما اختال بها المتغطرسون.

فوائد السورة:
• عظم قدرة الله وشدة انتقامه.
• أن كل مخلوقات الله مسخرة لتنفيذ أمره تعالى.
• ضعف الإنسان أمام قدرة الله مهما بغى وتجبر.
• احذر من التعرض لغضب الله وسخطه باجتناب معاصيه أو تعدي حدوده. ومن منا يستطيع التعالي عليه جل وعلا.

الوصايا العملية من سورة قريش

في هذه السورة الشريفة يذكر تعالى منته وفضله على قريش القبيلة التي جاورت البلد الحرام وخصّها الله برعاية البيت، وسقاية الحاج ورعايته. وفوق ذلك يسّر لها أسباب التجارة والكسب برحلتي الشتاء والصيف شمالاً إلى الشام وجنوباً إلى اليمن مع رغد عيش فلا جوع ولا عطش، وأمن دائم فلا خوف ولا هلع.

ولم يكن مطلوباً منهم مقابل هذه النعم إلا أن يعبدوا رب البيت؛ لأنّه المتفضل سبحانه عليهم بالنعم، ولكن يا حسرة على العباد فقد جحدت قريش فضل ربها عليها، وتوجهت لعبادة أحجار وأشجار، وأصنام وأوثان؛ فاستحقت خزي الدنيا وجحيم الآخرة.
وما أكثر من يقابل نعمة الله بالجحود والنكران، والكفر والطغيان!

ومن أظهر الأمثلة: بعض دول الخليج العربي التي كانت قبل حقبة من الزمن أفقر بلاد الدنيا؛ فأنعم الله عيها بالبترول والمعادن حتى أصبحت في مصاف الدول الغنية في العالم، ولكنها قابلت الإحسان بالإساءة، والخير النازل بالشر الصاعد، وأنشأت المسارح والملاهي والمراقص، وبيعت الخمور في الأسواق جهاراً نهاراً، وسمح للمومسات والبغايا بممارسة الفواحش بقوة القانون، وشيدت بنوك الربا الى غير ذلك مما يطول ذكره والله المستعان.

فوائـــــد السورة:
• عظم فضل الله على قريش حيث يسرّ لهم أسباب التجارة برحلة الشتاء والصيف.
• مشروعية التجارة والضرب في الأرض من أجلها
• وجوب إخلاص العبودية لله تعالى .
• أنّ للبيت الحرام شرفاً ومكانة ولكنه يظل مربوباً لله .
• فضل نعمة الإطعام والأمن في الأوطان .
• شكر الله على نعمة الشبع والأمن ليل نهار بإطعام الجائع وتأمين الخائف.

الوصايا العملية من سورة الماعون

نرى من خلال الآيات الكريمات التنفير من بعض الخصال الذميمة الدالة على الظلم والأثرة، والأنانية وعدم الإحسان للآخرين، وأنّ هذه الصفات الذميمة لا تصدر في الغالب إلا ممن يُكذب بيوم الدين، ولا يؤمن بحساب ولا جزاء، ولا يُقدّم معروفاً أو يعمل صالحاً.

فأولى تلك الخصال الذميمة: قهرُ اليتيم والإساءةُ إليه، فبدلاً من أن تستثيره عاطفته لمدّ يد الإحسان والعطف لمن فقد أرحم الناس به، وهما: أبواه الشفيقان ألفيت ذلك المُكذّب اللئيم، ظالماً جائراً في حقّ اليتيم البائس.

ثم هو كذلك حارم للمسكين حقه في الإحسان فلا يطعمه ولا يرفق به، بل ذهبت به دناءته إلى منع غيره من الإحسان إليه؛ فلا يحضّ على إطعامه، ولا يُرغِّب في اعفافه.

كما أنها أشارت إلى أن الصلاة آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأعظم الفرائض العملية على الإطلاق وهي قرة عين أشرف الخلق محمد بن عبد الله _صلى الله عليه وسلم_ بل قرة عين المرسلين أجمعين، ومهوى أفئدة الموحدين وقاصمة ظهور المنافقين، وفاضحة عبث الكسالى والمرائين. ولذا فإنّ الله تعالى يتوعدُ في هذه السورة الشريفة الساهين عن الصلاة بالويل الشديد، والعذاب الأكيد لبشاعة ما ارتكبوه وشناعة ما فعلوه.

ثم في الآيات ذم لأهل الرياء خاصة بوصفهم ضربٌ من الحمقى والمفتونين الذين يباهون بعملهم و يراءون به من لا يملك ثواباً ولا يمنح فضلاً. فأي حُمق أكبر من أن يبعثر أناس جهودهم، ويضيعوا أجورهم بسبب مراءاتهم !

ثم يختم السياق السريع جملة الخصال الرذيلة، والصفات المشينة لهذه الطائفة الساهية المرائية بعملها بأنّها لا تُحسن للآخرين ولا تبذلُ العَوْنَ للمحتاجين، وهي خصلة تنبئ عن مقدار البخل والشح المتجذر في نفوس القوم عياذاً بالله.

فوائد السورة:
• ذم كل مُكذب بيوم الجزاء والحساب لاسيما مع اتصافه بما ذكر في السورة من صفات ذميمة.
• ذمُ كل مسيء للأيتام والمساكين.
• الوعيد الشديد للساهين عن صلاتهم، وليس المقصود كما يعتقده الكثيرون بالتاركين للصلاة بل الذين يقومون بتأخيرها عن أدائها في أوقاتها كما ذكرت في كتب الفقه.
• حتى أكون مسلمة بحق و من المصدقين باليوم الآخر أرعى اليتيم و أطعم الفقير  وأحافظ على الصلاة في وقتها وأتحلى بفضيلة الإعارة وأبتعد عن الرياء في عملي.
• ذم الشح والبخل.
• الإبتعاد عن الرياء فهو شرك أصغر.
• الإبتعاد عن منع الماعون أي تعطيل فضيلة الإعارة بل ويجب على المسلم إجابة نداء أخيه المسلم عند حاجته لغرض من أغراضه على سبيل الإعارة.

الوصايا العملية من سورة الكوثر

في هذه السورة الشريفة يتفضل الرب الكريم بوعده الشريف بهبة كريمة وعطية جزيلة لنبيه الأعظم ورسوله الأكرم وهي: عبارة عن نهر عظيم، في جنة النّعيم، عليه خير كثير، آنيته: عدد الكواكب والنجوم، وماؤه أحلى من العسل ترد عليه أمة النبي _عليه الصلاة والسلام_ يوم القيامة فيشربون منه شربة لا يظمأون بعدها أبداً.

كلُّ ما يأمر به الله عباده مقابل هذه النعم الجليلة هو إخلاص العبودية لله سبحانه، ولذا قال ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ) أي دون ما سواه (وَانْحَرْ ) أي وانحر لربك أيضاً خلافاً لما كان عليه أهل الجاهلية الجهلاء من الذبح للأنداد والأصنام عياذاً بالله. فالذبائح لا ينبغي أن تذبح إلا لله وباسم الله وذبحها لغيره تعالى شرك وجرم كبير.

وللأسف فقد وقع كثير من مسلمي زماننا في شرك الذبح لغير الله فذبحوا للأولياء على عتبات القبور والأضرحة، وهدموا التوحيد وشوهوا العقيدة، وأسرفوا على أنفسهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون.
وقلّ من ينكر هذا الصنيع أو يجاهدهم بلسانه وقلمه، بل إنّ كثيراً من علماء السوء ليباركون هذا العمل ويسوغونه لهم والله المستعان.

كان أعداء النبي صلى الله عليه و سلم وحاسدوه يأملون انقطاع ذكره بمجرد موته حيث لم يُخلف ذَكَرَاً يحملُ اسمه ويحيي ذِكْرَه بزعمهم وهذا من خَبَل عقولهم وسخافة أفكارهم .

وما درى هؤلاء الحمقى والمغفلون أنّ الذِكْر لا يرتفع بالنسل فقط، وإنما بحُسن الثَنَاء وعظيم الأثر على الناس فكيف إذا كان الله تعالى هو الذي تكفل بالثناء عليه وتخليد أثره. حيث قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }.

فوائد الســــورة:
• عظم منة الله على نبيه الكريم وما الكوثر إلا واحد منها.
• وجوب إخلاص العبادة من صلاة ونحر وغيرهما لله وحده.
• رفع الله تعالى ذِكْر نبيه الكريم وقطع وبتر شانئيه ومبغضيه.
• احرص على اتباع السنة والبعد عن البدعة حتى أنال شرف الشرب من ماء الكوثر من يد المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ و من منا من لا يتمنى ذلك.
• أن أشكر الله ربي عند حدوث كل نعمة لي بأن أصلي وأذبح لله. ( مثل ولادة مولود أو شفاء مريض أو عيد أو زواج).

الوصايا العملية من سورة الكافرون

هذه السورة الجليلة فيها المفاصلة التامة، والمقاطعة الأبدية بين دين الإسلام وسائر الأديان وبين المسلمين وسائر الكفرة والمشركين، فلا يمكن الإلتقاء في منتصف الطريق ولا يمكن التوحد أو التقارب ولو في جزئية واحدة من جزئيات الدين فضلاً عن أصوله وكلياته.

فقوله : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) شمل كل كافر على وجه الأرض. فالبراءةُ من المشركين أصلٌ من أكبر أصول الدين وأعظمها منزلة وأبلغها أثراً حيث لا يتم إسلام مسلم ولا إيمان مؤمن حتى يحقق هذا الأصل فيتبرأ من كل دين وملة ونحلة ومذهب خلا الإسلام.

ويتبرأ من كل كافر ومشرك ومنافق وملحد ويبغضه، أشد البغض، ويكرهه أشد الكراهة ويعاديه أبلغ العداوة، ويبدي ذلك كله لهم دون مجاملة أو مداهنة: ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ).

والبراءة لا تنافي المعاملة بالعدل، ولا تعني الجرأة على الظلم. فقد تبرأ رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ من مشركي قريش، وعدل معهم، وأبغض المنافقين ولم يظلمهم. وهذه قمة العدل والشفافية، وأبلغ السماحة والانصاف.

والبراءة لا تسمح بأنصاف الحلول والالتقاء في منتصف الطريق بل هي مفاصلة تامة وفراق كلي لا تقبل مساومة أو تنازلاً، مهما كان طفيفاً أو متواضعاً، ذلك أنّ الإسلام كلٌّ لا يتجزأ، وعقيدة لا تنقسم.

فوائــــد الســـــورة:
• وجوب إخلاص العبادة لله وحده.
• البراءة التامة من المشركين والكافرين.
• فضل المجاهرة بالمفاصلة مع المشركين, وعدم المداهنة في دين الله.
• تحريم الدعوة الى تقارب الأديان.
• أنّ الكفر ملة واحدة.
• بلاغة القرآن وفصاحته.
• تلاوتها في أغلب النوافل لحصول البرمجة العقلية-النفسية لرفض الأفكار والعقائد الكافرة عقلياً.

الوصايا العملية من سورة النصر

في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه : قال : كان عمرُ يدخلني مع أشياخ بدر فكأنَّ بعضهم وجد في نفسه فقال: لِمَ يُدخِلُ هذا معنا ولنا أبناءٌ مثله ؟ فقال عمر: إنّه ممّن علمتم فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم ؛ فما رؤيت أنّه دعاني فيهم يومئذ إلا ليُريهم فقال: ما تقولون في قول الله عز وجل: ( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي : أكذلك تقول يا ابن عباس ؟ فقلت: لا، فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجلُ رسول الله_ صلى الله عليه و سلم_ أعلمه له، قال: ( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )  فذلك علامة أجلك، ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ) فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول.

فهذا الحديث يُبيّن أن ّ النصر القادم، والفتح الموعود هما علامة قرب أجل المصطفى فليلزم التسبيح والإستغفار حينئذ.
فقد كان انتصار الإسلام وعلو راية الدين، وفتح مكة ودخول الناس في دين الرسول _عليه الصلاة و السلام_ أفواجاً وجماعات كان ذلك بمثابة التتويج لحقبة طويلة من الجهاد والبذل والعطاء والدعوة والتعليم قام بها الحبيب المصطفى والرسول المجتبى. فقرت عينه، وهدأت نفسه، وطاب خاطره حين بلّغ الرسالة, وأدّى الأمانة، ونصح الأمة ومن ثم دخلت الجموع الهائلة في دين الله فوجاً فوجاً معلنة نجاح الرسول _صلى الله عليه وسلم_ في أداء المهمة باقتدار وبتوفيق من الله سبحانه.

إن انتصار الإسلام في مواجهته للقوى، والأفكار المعادية مسألة وقت بلا ريب ومهما استأسدت الخصوم وقويت شوكتهم فلا يمكن أن تكون لهم الغلبة في نهاية المطاف لأنّ الله يقول: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
ومهما كانت الدعوة الإسلامية ضعيفة الإمكانات فإنّ الخاتمة مُبشرة، والنهاية مفرحة ولابد. وليس المطلوب سوى بذل الجهد ومضاعفة العطاء وتسليم الأمور لله وحده بعد ذلك يصرفها كيف يشاء.

لقد بذل النبي _عليه الصلاة والسلام_ كل ممكن وضحّى بكل نفيس وعرض نفسه على القبائل وتعرض للحجيج ورحل وارتحل، وركب ونزل، وسافر وأقام، وسهر وتعب، وأعلن وأسرّ، وصبر وصابر، وقاتل وجاهد، وعُودي وحُورب، وشُتِمَ وأُهين، وجُرحَ وُضرب، وكُسرَ وأُدمي. وبعد عشرين عاماً من معالجة الدعوة، وإبلاغ الوحي وجهاد العدو، تنزل النصر المبين، والفتح الجليل.

فيا أصحاب الدعوات اصبروا، ويا أرباب الرسالات صابروا، فالنصر من عند الله، والظفر بتقدير الله، وما عليكم إلا البلاغ المبين.

كما عليكم شكر النعمة التي يطيب ذكرها عند حلاوة النصر فكم لله على عباده من يد ونعمة، وكم له من فضل ومنة لا يطلب سبحانه مقابلها سوى الحمد والشكر، والتسبيح والاستغفار.

وقد علَّم الله تعالى رسوله من خلال هذه السورة أن يقابل نعمة النصر ولذة الفتح بتسبيح مولاه، واستغفار خالقه اعترافاً بفضله وعرفاناً لكرمه، ومهما بذل الإنسان من عمل صالح، وجهاد ودعوة، وتعليم وتوجيه فإنّ ذلك قليل، مقابل حقّ الله عليه فلا بد من الاستغفار والتضرع، وإظهار الحاجة والفاقة، والتواضع والانكسار.

فعلى المسلم أن يتأسى بنبيه ويمتثل أمر ربه فيظل بين تسبيح وتكبير، واستغفار وتوبة، ومهما بذل من عمل ومهما قدم من فضيلة فلا ينبغي أن يخلو من استغفار وتوبة وذكر وثناء. إذ أنّ تعبه ونصبه، وجهاده ومجاهدته هي في حقيقة الأمر، جهاد لنفسه {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }.

فوائد السورة :
• لا بد لنصر الله أن يتنزل على المؤمنين الصابرين الصادقين، وله أسباب لا يتحقق الا بها أهمها: توحيد الله وعبادته، ونصرته وملازمة طاعته.
• لا بد من مقابلة النصر والظفر بالشكر والتسبيح !
• أنه مهما أحسن الإنسان عمله وبذل جهده إرضاء لربه فإنه مفتقر إلى الإستغفار أسوة بنبيه عليه السلام.
• شكر الله عند حدوث أي نصر للإسلام  والمسلمين أو لأهلي بقول: (سبحان الله وبحمده ربي اغفر لي).

الوصايا العملية من سورة المسد

أن الإسلام يُعلن شجبه واستهجانه واستنكاره لأفعال الظالمين، حتى ولو كانوا من رؤساء القوم ووجهائهم، كما هو الشأن في أبي لهب، فالإسلام ليس دينًا سياسيًّا، وليس دينًا تظاهريًّا، بل إن أمور السياسة هي جزء أصيل من ديننا، فالإسلام عندما يحدِّد العلاقة بين العبد وربِّه، فإنه لا يتجاهل ما هو كائن بين العباد بعضهم البعض، فالقرآن يعرض لنا صورة من صور الاضطهاد الديني وكيفية ردِّه عليها، فهذا أبو لهب يظهر عداوته للإسلام، وكرهه للمسلمين، واضطهاده لهم، فكيف يسكُت الإسلامُ على صنيعه وفعله الذي يبدو للعيان أنه ضد الإسلام والمسلمين؟! لا شك أن للإسلام موقفًا إيجابيًّا من هذا الأمر، ويبدأ هذا الموقف بإظهار رفض الإسلام والمسلمين لأفعاله هذه، فماذا فعل أبو لهب حتى يستنكر الإسلام ما اقترفته يداه؟

إن الإنسان الذي يدعو الى الله يجب أن يصبر على اذى الناس و على ما يلاقيه من مضايقة واضطهاد في هذا الطريق ولو كان من أقرب قريب فإن الرسول قدوتنا استمر في دعوته رغم ما واجهه من عداوة حتى من أقرب الناس إليه.

فوائد السورة:
• التحذير من الترأس في الشر
• الإنسان لا تنفعه قرابته ولا نسبه وإنما ينفعه عمله قال تعالى: (من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
• على الإنسان ان يدعو الى الخير دون الدخول في الخلافات
• الجزاء من جنس العمل فهذا أبو لهب عندما عندما قال للرسول تبا لك قال له: (الله تبت يدا أبي لهب) فجعل الهلاك والخسارة له في الدنيا والآخرة وامرأته عندما أنفقت عقدها الذي في عنقها لإيذاء الرسول جعل في عنقها عقدا من حبل مفتول من النار والعياذ بالله. فكما طوَّقت أمُّ جميل الخناق على المسلمين، وأوقدت نار الفتنة والاضطهاد الديني، فإن جزاءها يكون يومَ القيامة من جنس عملها: حبلٌ مفتولٌ بإحكام يمتدُّ حولَ عنقها فيخنقها، إذ هي لم تضيق الخناق فحسب، وإنما دبَّرت ومكرت لقيادة حملة التشنيع والتكذيب على رسول الله_صلى الله عليه وسلم_  فانساقت وراءها قريش في ذلك؛ لذا فكما أحكمت التدبير والمكر، فإن الحبل الذي تعذبُ به يكون كذلك شديدَ الفتل والإحكام ليطبق عليها فيخنقها.
• أن الأولاد من كسب الإنسان في قوله: (و ما كسب) فالأموال والأولاد لا تغني عن صاحبها ما أراده الله به. (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا).
• لا يذم المال نفسه و إنما العمل بهذا المال.
• أن الكفر دائمًا لا يغنيه من الله تعالى قوَّته التي يعتمد عليها، فمهما حشد الكافر من الأموال والأسباب ما يصدُّ به عن سبيل الله تعالى فلن ينتصر أبدًا، ولن يغنيَه من بطش الله تعالى شيء، تأمَّل قوله سبحانه ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).
• عدم الإغترار بالحسب والنسب فالمنجي الإيمان والعمل الصالح.

الوصايا العملية من سورة الناس

في هذه السورة الجليلة تربيةٌ وتعليمٌ، وتوجيهٌ وتعريفٌ بالكيفية التي ينبغي أن يتصرف من خلالها المسلم مع ألد أعدائه وهو الشيطان الرجيم ذو الوسوسة الدائمة، والكيد المستمر، وذلك بالاستعاذة بالرب الملك الإله فقد ذكر الله تعالى ثلاثة من أسمائه: الرب والملك والإله، ومن كان عائذاً بمن هذا شأنه فأنّى للشيطان أن ينفذ إليه ويخلص إلى قلبه بعد الاعتصام التام بالملك العلام ؟!

والشياطينُ لا يَنْجَعُ في كفّ شرها، وكبت كيدها إلا حُسن التعوذ بخالقها وقاهرها وهو الله سبحانه إذ لا يُفيد معها مصانعة ومداراة لخبثها وشدة مكرها وتلونها. بخلاف شياطين الإنس الذين قد تجدي معهم الموعظة والمحادثة والمداراة والمصانعة .

ومن العجب أنّ الناس قلّ أن يستعيذوا من وسوسة الشياطين ويسألوا الله أن يكفهم شرهم وتزينهم، ولذا نجدهم يسقطون صرعى لمكائد الشيطان ويقعون هلكى في حبائله دون وعي أو شعور!!
انظر إليهم حول الأضرحة والمزارات!
وانظر إليهم على ضفاف الشواطي بأجساد عاريات؟
وانظرإليهم كأنهم خشب مُسندة أمام الشاشات والفضائيات؟
وانظر إليهم يسفكون الدم الحرام؟
وانظر إليهم يهتكون العرض الحرام؟!
وانظر إليهم يسرقون المال الحرام ؟!
وانظر، وانظر, وانظر ممّا لا أول له ولا آخر من المخالفات والذنوب التي زينتها الشياطين لبني آدم فأوردتهم المهالك!!

فوائـــد السورة:
• عناية الله تعالى ببني آدم وتعليمهم كيف يستعيذون من شر الشياطين.
• إثبات الربوبية والألوهية والملك لله الواحد الأحد.
• شدة عداوة الشيطان لبني آدم وسووسته لهم.
• انخناس الشيطان بالاستعاذة من شره.

الوصايا العملية من سورة الفلق

هذه السورة الشريفة إحدى المعوذتين التي أُمر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن يتعوذ بهما من كلّ الشرور والآفات الحسية والمعنوية، وكان قبل ذلك يتعوذ باستعاذات وأدعية متنوعة فلما نزلت المعوذتان ( العلق ) و ( الناس ) أخذ بهما وترك ما سواهما فقد اشتملت الفلق على الاستعاذة من كل مُستعاذ منه ومن كل ذي شر وذي سحر وذي حسد فلله الحمد على إنعامه وكرمه.

وفي السورة تعليم للمسلم أن يلتجئ إلى ربه، ويلوذ بخالقه ومولاه في مواجهة سائر الشرور. وأن يثق بأنّ الله سيعصمه ويحميه ويحفظه وينجيه مهما بلغ كيد الكائدين ومكر الماكرين وحسد الحاسدين .

وكثيراً ما يلجأ الإنسان الضعيف إلى إنسان مثله بل ربما أضعف منه طالباً منه العون والمدد كمن يذهب إلى أبواب السحرة والكهنة، والدجاجلة والمشعوذين طالباً منهم الشفاء باذلاً لهم الغالي والنفيس في حماقة مكشوفة، وسخافة ساذجة. وكثيراً ما يكون الثمن باهظاً، والأجرة غالية فيتخلي عن إيمانه وعقيدته، وعرضه وكرامته، مقابل عقاقير بالية وتعاويذ شركية فإنا لله وإنا إليه راجعون!
ولو لجأ هذا المسكين إلى ربه ومولاه لكفاه همه وغمه ،وكشف بلاءه وضره، وأحسن عافيته وشفاءه!

وفي السورة تحذير للحسدة من الحسد فإنّ الحسد يأكل قلوبهم، ويستفز أعصابهم ويدمر مشاعرهم دون أن يظفروا بمرادهم، أو يحققوا آمالهم فما أحرى الإنسان أن يكفّ شره عن الناس ولا يمد عينيه إلى ما مُتِّعوا به من زينة الحياة الدنيا وبهجتها.

فوائد الســورة :
• لزوم الاستعاذة بالله وحده من شر كلّ ذي شر.
• التوكيد على أهمية توحيد الرب في ربوبيته وألوهيته .
• لزوم الاستعاذة من السحرة والسواحر، والحسدة والحواسد .
• أنّ السحر في النساء أكثر وأشنع.

بسم الله الرحمن الرحيم

وكبداية سأبدأ بسور المعوذات الثلاثة: الإخلاص، الفلق، والناس فهذ السور مهمة جداً لكل شخص فهي تعتبر الحصانة الإلهية التي تعمل على حمايتنا طوال اليوم من شرور الإنس والجن وعين كل حاسد. فكم من شخص حماه الله من حادث مؤكد أوشك أن ينهي حياته و كم من أم فقدت طفلاً لها بسبب أعين الحساد. و هنا تأتي الأهمية القصوى لقراءة هذه السور يوميا ثلاث مرات في اليوم لتحصل الفائدة بإذن الله. احرص أخي المسلم وأختي المسلمة على تحصين نفسك بهذه الأيات فهي هدية من الله أنزلها لحماية عبده المؤمن الشديد الحرص على المداومة على قراءة كتابه الكريم. فقد جاء عن ابن القيم رحمه الله أن قراءة هذه السور (المعوذات) أهم للإنسان من الأكل والشرب والنفس. فالإنسان لا يستطيع العيش بدون ماء وطعام وهواء لفترة طويلة فكيف بهذه السور الصغيرة التي تتطلب منك فقط بضع دقائق لتكون في حماية إلاهية على مدار اليوم. أما عن كيفية التحصين فعليك قراءتها كل يوم ثلاث مرات في كل مرة تقرأ كل سورة ثلاث مرات في كفيك ثم تنفث بها على جسمك حفظكم الله من كل شر.

الوصايا العملية من سورة الإخلاص:

هذه السورة العظيمة، ذات الكلمات المحدودة، والألفاظ الموجزة هي واحدة من أفضل وأهم ما نزل على محمد_ صلى الله عليه و سلم_من القرآن العظيم، فهي سورة الإخلاص، وبوابة الفلاح، وقنطرة النجاح. وهي عنوان الشرف وتاج الكرامة، ففيها صفة الرحمن، ونعت الكريم المنان.

ومن تدبر السورة وعرف قدرها، وتأمل كلماتها، وفهم معناها واستوعب مغزاها وعمل بمقتضاها نال السعادة الأبدية والنجاة السرمدية واستباح بحبوحة الجنان، وفاز برضا الرحمن.

سورة الإخلاص تعلن بجلاء أنّ الله واحد أحد فرد صمد لا ند له ولا ظهير، ولا معين له ولا وزير ولا رب غيره ولا إله سواه ولا شبيه له ولا مثيل. هو الله الأحد عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور كاسر الأكاسرة، وقاصم القياصرة، ومُبيد الفراعنة، ومُهلك الطواغيت، ومدمر كل جبار عنيد.
وإنّه لمن الحرمان الأكيد، والضلال البعيد أن يصرف إنسان عبادته لغير مولاه ويتجه في دعائه لغير جناب الإله الحق. كما يحصلُ على الدوام من عُبّاد القبور والأضرحة، وعبيد الطواغيت، والمتألهين، والمتجبرين والمتكبرين وكما يَجري أبداً من قبل صارفي الولاءات الباطلة لغير ملك الملوك، ذي القوة والجبروت سبحانه.

فوائد السورة:
• بيان صفات الله تعالى وتفرده بالكمال والجلال، كما أنه تعالى نفى عن نفسه صفات النقص كالأبوة والبنوة ومماثلة الخلق له.
• وجوب إخلاص العبادة لله وحده؛لأنه المتفرد وحده بصفات الجلال ونعوت الكمال.
قال الله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به) وقال تعالى: (و ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين). وعن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا).

فمن هذه المقدمة تتبين أهمية قراءة القرآن وتدبر معانيه لما ينال من قام بذلك من الأجر العظيم في الدنيا والآخرة. ليس هذا وحسب بل والعمل بما جاء به ليحصل الأجر بإذن الله.

ومن خلال هذا المشروع الذي أتأمل منه بتوفيق الله عز و جل أن أنشر ما علمنيه ربي من خلال كتابه الكريم ووصاياه العملية. فهي ليست قضية قراءة وتدبر للمعاني فقط بل ويجب علينا كأمة إسلامية تطمح للتقدم في كل مجالات العلوم أن تتخذ من هذا القرآن مصدراً ومرشداً لها في عباداتها ومعاملاتها.