الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

الوصايا العملية من سورة المسد

أن الإسلام يُعلن شجبه واستهجانه واستنكاره لأفعال الظالمين، حتى ولو كانوا من رؤساء القوم ووجهائهم، كما هو الشأن في أبي لهب، فالإسلام ليس دينًا سياسيًّا، وليس دينًا تظاهريًّا، بل إن أمور السياسة هي جزء أصيل من ديننا، فالإسلام عندما يحدِّد العلاقة بين العبد وربِّه، فإنه لا يتجاهل ما هو كائن بين العباد بعضهم البعض، فالقرآن يعرض لنا صورة من صور الاضطهاد الديني وكيفية ردِّه عليها، فهذا أبو لهب يظهر عداوته للإسلام، وكرهه للمسلمين، واضطهاده لهم، فكيف يسكُت الإسلامُ على صنيعه وفعله الذي يبدو للعيان أنه ضد الإسلام والمسلمين؟! لا شك أن للإسلام موقفًا إيجابيًّا من هذا الأمر، ويبدأ هذا الموقف بإظهار رفض الإسلام والمسلمين لأفعاله هذه، فماذا فعل أبو لهب حتى يستنكر الإسلام ما اقترفته يداه؟

إن الإنسان الذي يدعو الى الله يجب أن يصبر على اذى الناس و على ما يلاقيه من مضايقة واضطهاد في هذا الطريق ولو كان من أقرب قريب فإن الرسول قدوتنا استمر في دعوته رغم ما واجهه من عداوة حتى من أقرب الناس إليه.

فوائد السورة:
• التحذير من الترأس في الشر
• الإنسان لا تنفعه قرابته ولا نسبه وإنما ينفعه عمله قال تعالى: (من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
• على الإنسان ان يدعو الى الخير دون الدخول في الخلافات
• الجزاء من جنس العمل فهذا أبو لهب عندما عندما قال للرسول تبا لك قال له: (الله تبت يدا أبي لهب) فجعل الهلاك والخسارة له في الدنيا والآخرة وامرأته عندما أنفقت عقدها الذي في عنقها لإيذاء الرسول جعل في عنقها عقدا من حبل مفتول من النار والعياذ بالله. فكما طوَّقت أمُّ جميل الخناق على المسلمين، وأوقدت نار الفتنة والاضطهاد الديني، فإن جزاءها يكون يومَ القيامة من جنس عملها: حبلٌ مفتولٌ بإحكام يمتدُّ حولَ عنقها فيخنقها، إذ هي لم تضيق الخناق فحسب، وإنما دبَّرت ومكرت لقيادة حملة التشنيع والتكذيب على رسول الله_صلى الله عليه وسلم_  فانساقت وراءها قريش في ذلك؛ لذا فكما أحكمت التدبير والمكر، فإن الحبل الذي تعذبُ به يكون كذلك شديدَ الفتل والإحكام ليطبق عليها فيخنقها.
• أن الأولاد من كسب الإنسان في قوله: (و ما كسب) فالأموال والأولاد لا تغني عن صاحبها ما أراده الله به. (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا).
• لا يذم المال نفسه و إنما العمل بهذا المال.
• أن الكفر دائمًا لا يغنيه من الله تعالى قوَّته التي يعتمد عليها، فمهما حشد الكافر من الأموال والأسباب ما يصدُّ به عن سبيل الله تعالى فلن ينتصر أبدًا، ولن يغنيَه من بطش الله تعالى شيء، تأمَّل قوله سبحانه ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).
• عدم الإغترار بالحسب والنسب فالمنجي الإيمان والعمل الصالح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق